مرض النقرس أو Gout أو داء الملوك كما يُعرف لدى الناس، هو مرض ينتج عن ارتفاع نسبة أملاح حمض البوليك Uric acid في الدّم، وهذا يؤدّي إلى ترسّب هذه الأملاح في عظام المفاصل والأغشيّة المخاطيّة الموجودة في المفاصل، وهذا بدوره قد يتسبّب بآلآم قويّة في المفاصل بشكلٍ عام وفي مفصل إبهام القدم بشكل خاص. كما يتسبب داء النقرس بالتحسس والالتهاب في المفاصل التي حدثت فيها هذه الترسّبات. لُقّب هذا المرض بداء الملوك ذلك لأنّهُ في الزمن القديم كان يُصيب الأغنياء وذوي الطبقة العُليا كنتيجة لتناول اللحوم الحمراء بكثرة، وبالتالي فإنّ هذا يُعدّ أحد الما هى اسباب لحدوث مرض النقرس.
وتكون الغالبيّة العُظمى للإصابة بهذا المرض هي من الرجال، وقد تُصاب به النساء في مرحلة سن اليأس. وهناك عدة عوامل تُساعد في الإصابة بهذا المرض، ومنها كما ذكرنا سابقاً تناول اللحوم الحمراء والبروتينات الحيوانيّة بشكلٍ كبير،وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدّم، والوزن الزائد، ومُدّرات البول، وخلل وقصور في الغُدّة الدّرقيّة، وأمراض الكُلى، ومرض ارتفاع ضغط الدّم الغير مُسيطر عليه، مرض السُكّري وتحديداً من النوع الأول،ووجود تاريخ عائليّ بالإصابة بمرض النقرس، وقلّة الحركة، وتضيق الشرايين وضعف ترويّة القلب وغيرها.
هناك عدة فحوصات يمكن من خلالها فحص وتشخيص مرض النقرس ومنها فحص السائل الزلالي ( synovial fluid ) ويكون ذلك من خلال سحب هذا السائل من المفصل المعنيّ. ويستخدم ها السائل لمعرفة إذا ما كان الألم الناتج عن وجود النقرس أو النقرس الكاذب أو كنتيجة لاتهاب مصدره عدوى بكتيريّة وبالتالي يعتبر هذا التحليل الفاصل بين هذه الأمراض والحاسم بالناسبة لداء النقرس.
ومن التحاليل الأخرى تحليل نسبة حمض البوليك في الدّم، ولا يُعد هذا التحليل قطعيّاً، حيث إنّ ارتفاع مُعدّل حمض البوليك في الدّم لا يعني بالضرورة الإصابة بالنقرس، ولذلك يجب أن يتبع هذا التحليل الفحص الزلالي للتأكيد على أنّ المُسبب لهذا الارتفاع هو داء النقرس. ويمكن تحليل داء النقرس عن طريق عمل فحص حمض البوليك في البول 24 ساعة. فعندما يأخذ المريض أدوية ترفع من مستوى حمض البوليك في البول يتم إجراء هذا الفحص وبناءٍ على قيمه يتم تحديد نوع العلاج و دواء المناسب وكذلك لا بُدّ من تحليل وظائف الكُلى للتأكد من عدم وجود مشاكل وعيوب فيها من تشكل للحصاة أو قصور في وظائف الكلى. وهناك عدة فحوصات أخرى من المُمكن إجرائها أيضاً للتأكد من عدم وجود مشاكل وعيوب بالكُلى والتي قد تساعد أيضاً في تحديد العلاج و دواء المُناسب مثل تحاليل البول ونسبة الدهون الثلاثيّة وعدد كريات الدّم البيضاء وغيرها، ويمكن إجراء فحوصات بالأشعة لتأكد من وجود مرض النقرس وتأثيره على المفاصل.