إن ّفحص CRP عبارة عن تحليل يُجرى لمعرفة كميّة وجود بروتين مُعيّن في دم الإنسان، وهذا البروتين كتعرف ما هو واضح من اسم الفحص يُدعى CRP. وCRP هو اختصار للمصطلح (C- Reactive Protein)، ويتمّ إفراز هذا البروتين من خلايا الكبد فقط، ويكون ذلك في حالات وجود الالتهابات الحادّة التي يُصاب بها الجسم (Acute inflammation) كتلك التي قد تنتج بسبب التعرّض للجروح والحروق أو كنتيجة لبعض الأمراض المناعيّة وغيرها. ومن خلال ما سبق فإنّ وجود نسبة عاليّة من تركيز CRP في دم الإنسان تُشير إلى وجود التهابات حادة في جسمه (Acute inflammation)، وإجراء هذا الفحص قد يساعد الطبيب في عمليّة فحص وتشخيص حالة المريض. ويكون المُعدّل الطبيعيّ لوجود هذا البروتين في جسم الإنسان هو أقل من 0.6 ملغرام لكل ديسيليتر.
ومن الأمراض التي تتسبّب بحدوث التهابات حادة في جسم الإنسان (Acute inflammation)، الإصابة بمرض السرطان، فهذه بالدّرجة الأولى تؤثّر على خلايا الجسم من عدّة نواحي، وكتعرف ما هو معروف فإنّ مرض السرطان هو الناتج عن نمو غير طبيعيّ للخلايا. كما تتسبّب بعض أنواع الالتهابات الناتجة عن العدوى سواء الفيروسيّة أو البكتيريّة بارتفاع في نسبة هذا البروتين في الدّم؛ فهي بدورها تؤثر على الخلايا كونها تهاجمها و تحاول أن تتكاثر فيها، ومثال عليها الالتهابات الرئويّة ومرض السل، وكما أنّ مادة CRP ترتفع في حالات الروماتيزم والحمى الروماتزميّة، وكذلك التهابات الأوعية الدّمويّة وأمراض القلب المُختلفة. وكما ذكرنا سابقاً فإنّهُ من الممكن أن يرتفع مُستوى هذا البروتين بعد التعرّض للإصابة بالجروح والحروق، وكذلك بعد إجراء العمليات الجراحيّة للمريض؛ فهذه كلّها تؤثر على خلايا الجسم.
يعدّ اختبار CRP من الاختبارات المساعدة على متابعة حالة المريض ومعرفة قدرته على الاستجابة للضرر الحاصل لخلايا جسمه، وكذلك للتأكّد من تحسّنه بعد تعرّضه لعملية معينّة أو بعد حصوله على العلاج. وبالرغم من أنّ هذا الاختبار أو الفحص قد يُساعد كثيرا في اكتشاف وجود التهاب في الجسم إلا أنّهُ لا يُعد كافياً في حد ذاته، ففي بعض الأحيان قد يرتفع مستوى هذا البروتين في الدّم كنتيجة لحالات لا تعتبر مرضيّة كالحمل، وفي حالة أخذ الأدوية الهرمونيّة وزيادة الوزن وعمر المريض وكذلك كون المريض ذكراً أو أنثى. وكما أنّهُ في بعض أنواع الحالات المرضيّة التي تنتج عنها الالتهابات في الجسم لا تسجّل ارتفاع هذا البروتين في الدّم وهذا لما هى اسباب لم تعرف حالياً، ولذلك لا يكفي أخذ هذا الاختبار ونتيجته فقط؛ بل لا بُدّ من إجراء فحوصات أخرى للتّأكيد على الحالة المرضيّة.