شجرالنخيل
يعتبر شجر النخيل من الأشجار التي باركها الله سبحانه وتعالى، وذكرها في القرآن الكريم في أكثر من موضع، كما تعد أشجار النخيل من الأشجار التي تحمل رموزا دينية في الديانة المسيحية، واليهودية أيضا، وتعتبر منطقة الخليج العربي، والمناطق المحيطة بنهري دجلة والفرات، ومصر، هي موطن النخيل الأصلي، ويحتكر الوطن العربي ثلاثة أرباع النخيل الموجود في العالم؛ وذلك لأن البيئة والمناخ والأرض العربية مناسبة لنمو أشجار النخيل، فضلا عن أنها موجودة فيه منذ القدم. وقد عرف الأوروبيون أشجار النخيل، من خلال دولة العرب التي كانت تمتد إلى الأندلس، القريبة من الدول الأوروبية. تعتبر دلة الإمارات العربية الممتدة، هي أكبر دولة تضم أشجار النخيل، ثم تأتي العراق، تليها جمهورية مصر العربية، تليها السعودية، وثم الكويت. ويوجد أكثر من ألفي صنف من أشجار النخيل، تنتج أنواعا مختلفة من البلح.
فوائده إن لشجر النخيل فوائدا عظيمة جدا، وثماره غنية جدا؛ إذ تحتوي على كميات كبيرة جدا من السعرات الحرارية، والبروتين النباتي، والعديد من الأملاح المعدنية؛ مثل الحديد، والمغنيسيوم، والكالسيوم، والمنغنيز. ولا تقتصر الفائدة على ثمار النخيل فحسب، بل تمتد إلى سعف النخيل، وأغصانه، التي يصنع منها الكثير من الأدوات: مثل صناعة الحبال، والكراسي، والقبعات، وسلال الخضراوت والفواكه، وصناعة الزيوت، ومخلفاته التي تعتبر علفا ممتازا للحيوانات، غير ما هى فوائد النخيل الكثيرة للتربة والبيئة، والمنظر الرائع والجميل.
زراعته
تتم زراعة شجر النخيل، عن طريق تكثيرة بعدة وسائل متبعة، وقبل كل شيء، يجب الانتباه لطبيعة الأرض التي سيتم زراعة النخيل عليها وتكثيره فيها؛ حيث تعتبر الأراضي ذات الطبيعة الطينية العميقة، التي تصرف المياه بشكل جيد، وتخلو من الملوحة، هي أنسب أنواع التربة لنمو النخيل وتكاثره. ويعيش شجر النخيل أيضا بشكل جيد في التربة الرملية، والتربة الطينية الثقيلة، كما تستطيع أشجار النخيل تحمل التربة ذات الملوحة العالية، والقلوية.
وتتحمل أشجار النخيل أيضا ارتفاع نسبة الرطوبة في التربة، وبقائها متشبعة بالمياه لفترة طويلة، لكن يجب الانتباه إلى أن إنتاج أشجار النخيل ينخفض بشكل كبير في الظروف غير المناسبة له؛ مثل ارتفاع نسبة ملوحة التربة أكثر من ثلاثة آلاف جزء في المليون، ويمكن تفادي هذه النقطة، بزيادة نسبة المواد العضوية، والرطوبة في التربة، وتحديدا في مكان انتشار جذور أشجار النخيل.
طرق ووسائل زراعته وتكاثره
- التكاثر بالبذور: وهي من أكثر الطرق ووسائل التي انتشر بها النخيل، وساهمت في تكثيره. وتتم هذه الطريقة عن طريق وضع البذور في الماء لمدة أسبوع كامل قبل الزراعة، مع مراعاة توفر الرطوبة العالية، ودرجات الحررة المرتفعة، وبالإمكان أيضا زراعة البذور في إصص كبيرة، بحيث تكون المسافة بين بذرة وأخرى حوالي متر على الأقل، وبعد نمو الأشتال الصغيرة، يتم نقلها إلى مواضعها الدائمة لتنمو فيها.
- التكاثر بالفسائل: وهذه الطريقة، من الطرق ووسائل المضمونة جدا لتكاثر النخيل ونموه، حيث تنمو العديد من فسائل النخيل الصغيرة في أسفل ساق النخل، ويتم ترقيد هذه الفسائل الخارجة من النخلة الأم في التربة، وهناك العديد من القواعد التي يجب الانتباه إليها عند اختيار الفسائل المناسبة؛ وهي أن يكون عمر الفسيلة أكثر من ثلاث سنوات، ووزنها يتراوح ما بين عشرة كيلوغرامات، إلى خمسة وعشرين كيلوغراما، وأن يكون قطر الفسيلة ما بين خمسة عشر سنتيمترا، وخمسة وثلاثين سنتيمترا، مع مراعاة إزالة الثمار التي تنمو على الفسائل الصغيرة، حتى لا تتعرض للتعب، وأن تحتوي الفسيلة على مجموع جذري غني، وأخضر اللون، ومنتفخ خال من التجاويف.
- التكاثر بزراعة الأنسجة: وتسمى هذه الطريقة بالتكاثر الخضري، وتتم بأخذ نسيج حي ونشط من جسم النخلة، ووضعة في بيئة صناعية في المختبر المخصص، في ظروف معينة، تتضمن وجود منظمات النمو، والعديد من العناصر الغذائية.
- نقل أشجار النخيل الكبيرة: عند نقل أشجار النخيل الكبيرة من مكان إلى آخر، يجب قص بعض سعف النخلة، وترك نصف السعفات فقط؛ وذلك لتقليل عملية النتح قدر الإمكان، ومحاولة الحفاظ على كمية التربة الملتصقة بجذور النخلة المنقولة من مكانها الأصلي، إلى مكانها الجديد.