وادي نعمان أحد الأودية الي تشتهر بها المملكة العربية السّعودية، حيث تمّ ذكر اسم وادي نعمان في أكثر من مكان من قصائد الشّعراء التي كُتبت في العصر الجاهلي، ويقع وادي نعمان في الجهة الشّمالية الشّرقية لمكة المكرمة بمسافة أربعة وعشرين كيلو متراً، ويعتبر أكبر الأودية في مكة المكرمة، حيث يقع تقريباً ما بين مدينة الطّائف ومدينة مكة، ونذكر أنّ أجزاء من الوادي تربتط بالجهة الجنوبية لجبل عرفة، ويمكن القول أنّ جامعة أم القرى أقرب معلم حضاري لوادي نعمان .
تغنّى الشّعراء بجمالية وادي نعمان، حيث يشتهر هذا الوادي بالأجواء الطّبيعية الجميلة من حيث الهواء العليل وكذلك المساحات الخضراء من أشجار السّدر، والسّلم، وأشجار السّمر، وشجر الآراك، ووادي نعمان أيضاً من الأماكن التي يقصدها الصيادين الباحثين عن قضاء اجمل وافضل الأوقات في البراري وكذلك ممارسة هواية صيد الحيوانات التي يعج بها الوادي من الأرانب والوبر البري، ومن أبرز القبائل التي سكنت هذا الوادي هي قبائل هذيل.
نذكر أن طبيعية الوادي تحتض الكثير من المياه الجوفية، وكذلك وفرة الرّوافد والأودية التي تمر بها، ومن أبرز أودية وادي نعمان ورافده التي تعمل على تغذية الوادي:
- وادي الضيقة: يتفرّع هذا الوادي من عدّة جبال مثل جبل عَفار، وجبال بَلْم، وجبال علق التي تبعد عن الوادي الرّئيسي ثمانية كيلو متر وهو الذي يزوّد وادي الضّيقة بالماء ولكن ليس بالمستوى المطلوب، ويسكن هذا الوادي عدّة قبائل من هذيل مثل آل زيد، والمجاريش، بني ياس، الضهوان، وآل عُليّة.
- وادي علق: وهو الحد الفاصل ما بين جبال عفار وجبل كرا، لذلك فهو يعد مركزاً لتجمع الأمطار التي تسيل من هذه الجبال.
- وادي يعرج، وهو وادي يقع بين جبلي كرا وتفتان، وتتميّز المساكن التي تسكن هذا الوادي بالعشوائية، وأبرز القبائل التي سكنته هو قبيلة بنو حسان.
- وادي الشرى، ويقع بين جبلي تفتان وجبل كبكب، وأبرز القبائل التي تسكنه هي قبيلة الكباكبة نسبة إلى جب كبكب.
- وادي رهجان، وهو أكبر رافد لوادي نعمان حيث يتدفّق من جبال سحار، ومن ثمّ يفيض إلى وادي الضيقة، وعرعر ورهجان، ويسكن هذا الوادي قبيلة بني جابر أحد قبائل هذيل.
ومن أهم عيون المياه التي تتدفّق في هذا الوادي هي عين زبيدة، حيث تتدفّق هذه العين من جبل الكرا، فتمر المياه من عرفة، إلى مكة، إلى الفلج، وعين العابدية التي تخرج من جبل نعمان إلى جبل عرنة، ولكن هذه العيون لا تكفي لسد حاجة سكان وادي نعمان، ولذلك تمّ حفر آبار للمياه الجوفيّة وذلك لتوفير مصدر مائي للشرب ولري المزروعات.