موقع وادي سوف
وادي سوف محافظة من محافظات الجمهورية العربية الجزائرية، التي هي إحدي دول المغرب العربي، تقع الجمهورية العربية الجزائرية شمال قارة إفريقيا على سواحل البحر الأبيض المتوسط، ويحد الجمهورية العربية الجزائرية من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب مالي والنيجر ومن الشرق تونس وليبيا، ومن الغرب المملكة المغربية، وتعدّ الجزائر من أكبر الدول الإفريقية مساحةً.
توالت على الجزائر حضاراتٍ كثيرةٍ كغيرها من بلدان المغرب العربي خاصةً مناطق السهول الساحلية الشمالية فقد دلت الآثار الموجودة في المنطقه على أن الفنيقيين والقرطاجيين والرومان قد سكنوا في هذه المنطقة وأقاموا المدن التجارية على طول طريق القوافل التجارية الواصلة من شرق إفريقيا أو من غربها وكانت هذه المناطق مزدهرة.
تاريخ وادي سوف من بداية العصر الإسلامي
تقول المصادر الإسلامية بأن القائد المسلم عقبة بن نافع أول من فتح شمال إفريقيا، ووصل إلى منطقة قدامس القريبة من منطقة سوف، وفتح إقليم الجريد، واتجه بجيشه نحو ولاية سوف، وفتحوا قراها، وجاء أمرٌ من خليفة المسلمين عثمان بن عفان بعودة الجيش إلى بلاد الحجاز، فانسحب الجيش، وبقي بعض الرجال في منطقة سوف يقال لأحدهم عدوان من قبيلة بني مخزوم القريشية، وتزوج هذا الرجل من امرأة من قبيلة الأمازيقية، وتعد هذه القبيلة من أكبر قبائل المنطقة وأكثرها نفوذاً، وأنجبت هذه المرأة لعدوان القريشي عدداً كبيراً من الأبناء الذكور، وسكن هذا الرجل مع أبنائه في النواحي الشمالية الشرقية لوادي سوف فعمروا أرض وادي سوف، إلا أنّ المنطقة تعرّضت للتدمير المتعمد من قبل الكهنة عند سماعهم بقدوم جيشٍ إسلامي لفتح المنطقة اعتقاداً منهم بأن المسلمين قدموا إلى المنطقة طمعاً في خيراتها خاصّةً الذهب والفضة، إلا أنّ القائد المسلم حسان بن النعمان الغساني الذي قدِم إلى المنطقة هزم الكهنة، وطارد جيوشهم في القرى المجاورة واستطاع القضاء على هذه الجيوش وأقام نظاماً إسلامياً يسوده العدل فعاد مجد وادي سوف ثانيةً، فازدهرت التجارة والزراعة، وتمت إعادة بناء المدن التي تقوم على حماية القوافل التجارية.
السكان الأصليون لوادي سوف هم من البربر البدو الرُّحل، وبعض العرب المسلمين من الفاتحين الأوائل الذين استقروا في المنطقة أو المهاجرين من المشرق الذين كانوا يمرّون من وادي سوف ويستقرون به لبعض الوقت، فتعرفوا على عادات بعضهم البعض وامتزجت ثقافاتهم.
بعد هذه المرحلة عاشت سوف كغيرها من المناطق تحت ظل الدويلات الإسلامية مثل الدولة الرسولية، والدولة الأغلبية، والدولة الفاطمية، والدولة الموحدية، حتى جاءت الدولة العثمانية.