بصفتي سعودياً أقطن السعودية، فإن جازان كانت خياراً ملائماً بالنسبة لي كمتسلق للجبال. ذهبت إليها بصحبة أصدقائي الذين يقتسمون الشغف نفسه معي. الرحلة كانت بسيطة التكاليف بالمجمل؛ إذ حظينا بحجز طيران على خطوط سعودية اقتصادية اسمها "طيران ناس"، ومن ثم نعمنا بإقامة فندقية محدودة التكاليف؛ ذلك أننا كنا نمضي جل الوقت ونحن نتسلق الجبال أو نتحلق حول النيران التي نشعلها على إحدى قمم الجبال ليلاً؛ لنؤنس سهرتنا.
فيما يلي اجمل وافضل ثلاث وجهات جبلية قد تتسلقها في منطقة جازان، وما عليك سوى اصطحاب عدة التسلق معك، ومن ثم الانطلاق في بيئة جغرافية بديعة للغاية:
- جبل فيفا: عبارة عن سلسلة جبلية ضخمة تكسوها أشجار زيتون وبن وغيرها من أشجار حرجية. هذه السلسلة الجبلية وعرة وقاسية ما يتطلب منك الحذر، على الرغم من دهشتك أمام سكان ما زالوا يقطنون هذه الجبال البديعة.
- جبل المنجد: أقل وعورة من سابقه؛ ذلك أنه يحوي مدرجات زراعية. الخضرة تهيمن على هذا الجبل الذي يضم حياة برية غنية في وسطه.
- جبل الريث: جبل ضخم قد يحتاج منك لما يزيد على اليوم لاستشكافه؛ ذلك أن فيه وادي شهير هو وادي لجب، الذي تتشكل فيه السيول والشلالات الرائقة، والذي ستنعم فيه بمشاهد طبيعية لن تتخيل وجودها في شبه الجزيرة العربية، لا سيما مع الطبيعة الصخرية القاسية بتدرجاتها اللونية، والنباتات التي تشقّ السلسلة الجبلية لتخلف منظراً طبيعياً لن تنساه.
إلى جانب السلاسل الجبلية الآنفة، عليك ألا تفوّت فرصة زيارة العيون الحارة التي تمنحك مياهاً ساخنة بخصائص علاجية لاحتوائها على الأملاح والكبريت؛ نظراً لطبيعة المكان البركانية. بل إن عيناً يُطلق عليها العين الحارة ستكون الأغرب بالنسبة لك؛ إذ ستشاهد سحباً من الدخان الأبيض تنبعث منها؛ من شدة حرارة المياه.
لا تنسَ الشواطئ كذلك الأمر؛ إذ سيكون لديك خيارات واسعة منها.
في جازان تحديداً ستنعم بطبيعة جغرافية قلّ مثيلها في المنطقة، وإن لم تحظَ برواج إعلامي يرتقي لروعتها.