الجبال هيَ بمثابة الدعامات والأوتاد للأرض، وهذهِ حقيقة ثابتة لأنّ الجبال والسلاسل الجبليّة تقي الأرض من الانزلاقات بين الصفائح وبالتالي حدوث الزلازل، وقد ورَد في القرآن الكريم وصف الجبال بأنّها أوتاد، والوتد هوَ ما يُمسك البناء كي لا يقع، وهوَ الذي يُثبّت أركانه.
وفي الأرض سلاسل جبليّة شاهقة وطويلة جدًّا، ومن أبرز هذهِ السلاسل الجبليّة هي سلسلة جبال الهملايا، التي تقع في عدّة دول وليست في دولة واحدة، وذلك لامتدادها وطولها، وتقع سلسلة جبال الهملايا في كلّ من بلاد الهند والصين ونيبال وباكستان وأفغانستان وبوتان، وجبال الهملايا مغطّاة في العادة بالثلوج التي تكسو قممها الشاهقة، وليست جميع جبال الهملايا جرداء، وإنّما تنمو في بعضها غابات الصنوبر والبلوط والتين والكستناء، وتقوم هذهِ السلسلة الجبليّة نتيجة وجود الثلوج فيها إلى رفد الأنهار المجاورة؛ حيث ترفد جبال الهملايا ثلاثة أنهار رئيسيّة هي: نهر ينجتزي، ونهر الغانغ، ونهر السند، وبالتّالي فهي تُشكّل مصدراً من مصادر الطاقة المائيّة في الدول التي تصبّ فيها، وتقع فيها هذهِ الأنهار والسلاسل الجبليّة.
اين يوجد ويقع جبل إفرست؟
سبب أهميّة جبال الهملايا هوَ وجود أعلى قمّة جبليّة في العالم فيها، وهي قمة جبل إفرست؛ فجبل إفرست هو ما يُسمّى بقمّة الأرض أو قمّة العالم، يقع في هذهِ السلسة الجبليّة وبالتخصيص في الجزء الواقع بين التبت ونيبال، ومنطقة التبت هيَ إحدى المقاطعات الصينيّة التي تحظى باستقلال ذاتيّ.
وترتفع قمّة جبل إفرست إلى حوالي 8848 متراً فوق مستوى سطح البحر، وقد تمّ اكتشاف هذهِ القمّة لأوّل مرّة في عام 1847 ميلاديّة، وقد استهوى تسلّق قمّة إفرست العديد من المُتسلّقين والمُغامرين حول أرجاء العالم لتسلّق هذهِ القمّة، وقد باء َ الكثير منهم بالفشل، ومات الكثير منهُم أيضاً، وقد تمّت أول عمليّة تسلّق ناجحة في عام 1953م من قِبَل المُتسلَقَين: إدموند هيلاري، وتنزينج نورجاي.
وتعتري عمليّة تسلّق جبل إفرست العديد من المخاطر، وذلك بسبب البرودة الشديدة في منطقة الهملايا، وكونه أعلى نقطة على وجه الأرض فمعدّل الأكسجين في الهواء الجويّ أقلّ بكثير من غيرهِ من الجبال الأقلّ ارتفاعاً.
وجبل افرست بالاضافة إلى سلسلة جبال الهملايا التي يقع فيها تعتريّ تشكّله قصّة جيولوجيّة إذا سبب زحف القارّة شبه الهنديّة والتي كانت سابقاً مفصولةً عن قارّة آسيا واصطدامها بقارّة آسيا ظُهور السلسلة الجبليّة الشاهقة وارتفاعها لتصل إلى أعل ارتفاع على وجه الأرض، وهذهِ الحركات الصفائحيّة والاصطدامات هيَ التي شكّلت هذا الحزام من الجبال الذي نراه الآن وخصوصاً في جبال الهملايا وجبل افرست خصوصاً.