إنّ منطقة وادي الدواسر عبارة عن محافظة من المحافظات التابعة لمنطقة الرياض في المملكة العربيّة السعوديّة، وقد كان يُعرف هذا الوادي قديماً باسم العقيق وعقيق بني عُقيل وعقيق تمرة، وأمّا عن تسميته بوادي الدواسر فيرجع لسببين، الأول أنّه سُميّ بالوادي لأن أحد هذه الأوديّة الجاريّة يشبه الجزيرة العربيّة في ما مضى، وسًُمّي بالداوسر كون أنّ من يسكنه هم أفراد وأبناء قبيلة الدواسر وبالتالي سُميّ بوادي الدواسر نسبة لهم. وأمّا عن مناخ هذه المنطقة فهو مناخ صحراويّ قاريّ حيث إنّ صيفه يكون حاراً جداً قد تصل درجة الحرارة فيه إلى ما يُقارب حوالي أكثر من 45 درجة مئويّة بينما قد تصل في شتائه البارد إلى حوالي أقل من خمس درجات مئويّة، ولهذا الوادي حضارة عميقة وآثار بقيت من ممالك وحضارات قديمة عاشت هناك في زمن من الأزمان.
هناك العديد من المواقع الأثريّة والآثار الشامخة على أرض وادي الدواسر والتي تحكي عن تاريخها إضافة لوجود المعالم السياحيّة، ومن هذه الآثار والمعالم قصر الملك عبد العزيز التاريخي وهو معروف أيضاً بأنّهُ قصر الإمارة القديم وهو من أهم هذه المعالم، وهناك أيضاً قصر ربيع وهو موجود في منطقة المعتلا في وسط وادي الدواسر وقد تمذت تسميته نسبة إلى الداعيّة ربيّع بن زيد المخاريم الدوسري ويعود لحقبة حكم الدولة السعوديّة الأولى، وتوجد في زوايا القصر الأربع أبراج من دورين، وهناك أيضاً مسكن خاص، ومسكن لضيوفه، وهناك مستودع للأسلحة والمؤن في الطابق السفليّ من القصر، كما ويوجد إسطبل للخيول، بالإضافة لمسجد الشيخ المتواجد هناك أيضاً.
ومن القصور الأخرى قصر السلام وهو مبنى ضخم ويتميّز بطابعه المعماري الفريد والمميّز عن باقي الحصن والقلاع، فهو يحتوي على أقواس كبيرة في الجزء الجنوبيّ منه، وهناك آثار لبقايا حصن مطمورة ويُعد من أقدم القصور التاريخيّة في المنطقة، وهناك أيضاً قصر بهجه، وقصر أبو طوق، وقصر الحصين.
كما ويتواجد هناك متحف الصادريّة وهو ملك لشيخ سلمان بن حمود الهدلاء الرجباني الدوسري، وبه ما يُقارب حوالي ألف عملة نقديّة عائدة لأكثر من عصر وبعضها يعود أيضاً لما قبل الميلاد، كما ويتواجد حوالي الألفيّ قطعة أثريّة، ومنها أنّه يوجد سيوف ورماح التي استُخدمت بالمعارك الإسلاميّة، إضافة إلى مخطوطات تعود للحضارة السومريّة، ومجموعة من الآثار من مختلف بقاع العالم كالصين، وروسيا، وبريطانيا، وتدمر، وآثار تعود لبعض المناطق في السعوديّة كعسير ونجد.
وقد تَمّ العثور على كتابات ونقوش في جبال بني سنامة حيث إنّ هذه الكاتابات تعود إلى ما قبل 1400 سنة واشتملت على صور للحيوانات والبيئة المحيطة ومنها الأغنام، والنعام، والجمال، والحيوانات المفترسة، وكما وجد رسوم لصيد الحيوانات بواسطة الرماح وكما وتم الحصول على كتابات بالخط الكوفيّ والمسند الجنوبيّ.