جبل أحد هو واحد من أبرز الجبال التي ارتبط اسمها بواحدة من أهم وأبرز الغزوات التي اشترك فيها الرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم -. ويبعد جبل أحد عن مدينة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المنورة ما يقترب تقريباً من حوالي ثلاثة أميال ونصف الميل تقريباً، وذلك قبل أن تتوسّع المدينة المنورة بشكلها الحالي، فالمسافة اليوم تضاءلت وبشكل كبير عمّا سبق. كما ويقع جبل أحد إلى الشمال من هذه المدينة المنورة، حيث يمتد جبل أحد كسلسلة جبليّة بصورة يتّضح فيها ميلانه باتجاه ناحية الشمال، وامتداده من الشرق إلى الغرب.
هناك العديد من الفرضيات التي وُضعت لتفسير اسم هذا الجبل الهام، منها أنّ هذا الجبل كان قد سمّي بهذا الاسم بسبب توحّده عن بقيّة الجبال، وبسبب إحاطته بالمناطق السهليّة التي تحيط به، أمّا الفرضيّة الثانيّة التي وُضعت لتسمية هذا الجبل بهذا الاسم فهي أنّه سُمّي بذلك نسبة إلى أحد الرجال العماليق الذين سكنوه، أمّا الرأي الثالث فقد ذهب إلى أنّ هذا الجبل كان قد سُمي بهذا الاسم لأنّه رمز لتوحيد الله تعالى.
ارتبط اسم هذا الجبل باسم الموقعة الإسلامية التي حدثت فيه وهي غزوة أحد، والتي تعد واحدة من أشهر الغزوات الإسلاميّة على الإطلاق، وهي ثاني أكبر غزوة خاضها الرسول الأعظم وجماعة المسلمين الذين كانوا معه، ضد كفار قريش المعتدين. فالميدان الذي يقع عند هذا الجبل هو ذاته الموقع الذي حدثت فيه هذه المعركة، وميدان المعركة يقع في الجهة الجنوبيّة الغربيّة بالقرب من الجبل المعروف باسم جبل الرماة، والذي سُمّي بهذا الاسم بسبب وضع الرسول قائد المعركة عدداً من الرماة على هذا الجبل حتّى يمنعوا أي مشرك من الالتفاف من خلف المسلمين ويحاصرهم، إلّا أنّ الرماة كانوا قد خالفوا أمر الرسول في البقاء على هذا الجبل ونزلوا ظنّاً منهم أنّ المعركة قد انتهت، وهنا انتهر المشركون هذه الفرصة والتفوا خلف المسلمين وحسموا المعركة لصالحهم، وقد استشهد عدد كبير من المسلمين في هذه المعركة وعلى رأسهم أسد الله وسيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب – رضي الله عنه – عم الرسول – صلى الله عليه وسلم – ومعه سبعون شهيداً آخرين.
قال الرسول الأعظم في هذا الجبل: ( أحد جبل يحبنا ونحبه ) وهناك من يرى أنّ هذا الجبل هو من الجبال التي توجد في الجنة. أمّا الآثار التي تتواجد في أحد فمن أبرزها مقبرة الشهداء والتي تضم شهداء غزوة أحد، والذين حرص الرسول - صلى الله عليه وسلم- على زيارتهم بشكل دائم.