تزخر المملكة العربية السّعودية بالكثير من المناطق التي تستحق الزّيارة والاستماع بجمال الطبيعة، فكلّ محافظة وإقليم في السّعودية لا يقل أهميةً وجمالاً عن المحافظات الأخرى في جميع حدود المملكة، وكذلك توجد الكثير من القبائل العربيّة التي سكنت وعاشت في السّعودية، وسمّيت بعض المناطق باسم هذه القبائل، ومن أهمّ هذه القبائل قبيلة شهران، وأحد أفرع هذه القبيلة قبيلة بجاد، وأبرز شيوخ هذه القبيلة الشيخ ابن هشبل الّذي أقام هو وأفراد قبيلته في إحدى المناطق القريبة إلى وادي شهران، وبعدها تمّت تسمية وادي شهران باسم شيخ قبيلة بجاد ابن هشبل، ويتمّ الإشارة إلى الوادي باسم وادي بن هشبل، وأصبح مركزاً يتبع لإحدى محافظات منطقة عسير الجنوبيّة.
يقع وادي بن هشبل في محافظة خميس مشيط إحدى المحافظات التي تتبع إداريّاً لمنطقة عسير التي تقع جنوب المملكة العربية السّعودية، ويبعد تحديداً مركز وادي بن هشبل عن مدينة خميس مشيط مسافة ستة وثلاثين كيلو متراً، وعن مدينة أبها مسافة ستة وستين كيلو متراً؛ فوادي بن هشبل تحيط به بعض القرى ونذكر منها: قرية شفان التي تقع شمال الوادي، وروضان السّليل من الجهة الشّرقية، ومن الغرب قريتي الحصاد وظرافة، ومن الجهة الجنوبية تقع قريتي المقطاع والمعامل، ويُقدّر عدد القاطنين في مركز وادي بن هشبل ما يقارب أربعين ألف نسمة.
يتميّز وادي بن هشبل بسيول المياه النّاتجة عن تساقط الأمطار في فصل الشّتاء، ويعتبر الوادي من أبرز المنتزهات التي يقصدها الزّوار لهذا المركز، ومن أبرزها منتزه الطّريف، ومنتزه ظرافة؛ ويبعدان عن الوادي ما بين خمسة وعشرة كيلومترات، ومنتزه الثّرمانة، ويبعد مسافة ثمانية عشر كيلو متراً، ومن أبرز التّلال التي تقع قرب الوادي هو تل أو جبل بن معيد.
ومن أهمّ القبائل التي أقامت في وادي بن هشبل كما ذكرنا هي قبيلة شهران، وهي إحدى القبائل الخثعميّة العريقة؛ فهي لا تسكن فقط السّعودية، ولكن تقيم أيضاً في الإمارات وقطر، وتشكّل شهران الغالبية العظمى من سكان هذا الوادي مثل أفرع نجاد وقحافة، ولكن استطاع هذا الوادي بمساحته الكبيرة أن يكون موطناً لقبائل أخرى مثل: قبائل قحطان، وقبائل بللسمر، وقبائل بللحمر.
نذكر أنّ وادي بن هشبل تكثر به المياه الجوفيّة العذبة، ولكن أصبح اليوم مع إهمال الاهتمام بهذا الوادي منطقةً معرّضة لتدفّق مياه الصّرف الصّحي، والتي تخلق كارثةً بيئيّةً ومكرهة صحيّة بسبب الرّوائح السّيئة وكذلك الحشرات التي تكثر على هذه المستنقعات، ونذكر أنّ تدفّق هذه المياه الملوّثة يأتي من خميس مشيط، ومدينة أبها عبر وادي بيشة، ولهذا تحاول الجهات المعنيّة إيجاد حل يمنع تدفّق مياه الصّرف الصّحي التي تؤثر على جماليّة وطبيعة وادي بن هشبل.