اليابان دولة متقدمة تقع في شرق آسيا وتتكون من مجموعة جزر تضم 47 محافظة ، تبلغ مساحتها 378000 كيلومتر مربع ، وتشكل الجبال تقريباً ، ثلثي مساحة اليابان ، وتعد اليابان من الدول المتطورة ، والرائدة في عالم التكنولوجيا ، والصناعة ، حيثُ تحمل مجموعة من اشهر العلامات و دلائل التجاري العالمية مثل سوني ، وتويوتا ، وفوجي ، كما أنَّها تتميز بتنصيع الرجال الآليين ، وهو تقنية قادرة على المشي والحركة ، والتحدث بلغة البشر ، وتسعى اليابان إلى ادخال الريبوت إلى عالم البشر من خلال و للاستفادة منهم في عدة مجالات ، مثل الطب ، والشركات ، ومساعدة ذوي الإحتياجات الخاصة ، ومن الغريب أنَّ اليابان تحظى بهذهِ المكانة الإقتصادية بالرغم من انها دولة فقيرة الموارد الطبيعية ، فهي تستورد المواد الخام وتقوم بتحوليها والإستفادة منها ، كما أنها تقع في منطقة جغرافية خطرة وغير مستقرة ، تحدث فيها العديد من الكوارث الطبيعية كالزلالزل ، والبراكين ، والأعاصير ، وقد اشتهرت اليابان منذ فترة بكارثة التسونامي ، التي سأفصل عنها في المقال التالي ..
والتسونامي هو مجموعة من الأمواج العاتية ، التي تنشأ من حركة مساحات كبيرة تحت المياه ، بذات الزلازل البحرية ، والانفجارات البركانية ، والبركاين المائية ، والانهيارات الأرضية ، وارتطام الذنبات ، وانفجارات الاسلحة النووية في البحار ، وهو مصطلح قديم منذ أيام المؤرخ اليوناني توسيدايديس ، الذي فكر بعلاقة بينَ الزلازل وارتفاع الأمواج ولكنَّه لم يظهر مصطلح علمي إلاَّ في القرن العشرين ، وبسبب الطبيعة الغير مستقرة لجزر اليايبان فهي تشتهر بموجات تسونامي المدمرة ،
وقد حدثت موجة تسونامي قوية جداً عام 2011 ، حيثُ ضرب اليابان زلزال قوته 8.9 درجة على مقياس ريختر ، وهو خامس اقوى زلزال على الركة الأرضية منذ عام 1900 ، وأقوى زلزال يضرب اليابان تاريخياً ، وقد نتج عنه اشقاق في طباقات الأرض بلغ 50 متراً ، ويعتقد أنَّ هذا الشق نتج عن زلزال تشيلي الذي حدث عام 1960 ، والذي تسبب في شق 30-40 متر في طبقات الأرض ، وقد أنتج هذا الزلزال موجة تسونامي هائلة ومدمرة ، فقد أشارت بعض مراكز الدارسات أنَّ هناك أمواجاً بلغ طولها عشرة أمتار وبالرغم أنَّ هذا الزلزال ضرب اليابان بشكل رئيسي ، إلاَّ أنه أثر على الكثير من المناطق في العالم ، فقد أدي إلى انخفاض المياه سواحل كالفورنيا ، كما أدى إلى ارتفاع المياه في بعض جزر المحيط الهادئ لدرجة كافية لغمرها ، وقد تأثرت به كل من أمريكا وكندا والمكسيك ، وتاوان ، أما على صعيد اليابان فقد عطل محطات الكهرباء ، والسكك الحديدية ، والطرق ووسائل والموانئ في معظم مناطف شرق اليابان ، وقد بلغت الخسائر البشرية ما يقارب 9500 حياه ، 16 ألف فقيد ، 170 مليار دولار خسائر مادية ، وانت الكارثة الأكبر حدوث تسرب اشعاعي في محطة الطاقة النووية فوكوشيما حيثُ دمرت موجة تسونامي انظمة التبريد في المحطة مما ينذر بكوارث مستقلبية خطرة .
كيفَ حدث الزلزال / التسونامي !؟ جولوجياً تكون الحركة الطبيعية في طبقات الأرض حركة أفقية ، ولكن ما حدث في هذا الزلزال انزلاق راسي ، وذلك بسبب شدة التلاصق بين الطبقات في هذهِ المنطقة ، فارتفعت لأعلى رافعةً معها مياه البحر مشكلةً موجات تسونامي ، ويقول أحد العلماء أنَّ هذا الإنزلاق هو طرف الخيط الذي يقودنا لمعرفة ما حدث فعلياً ، حيثُ أنَّ هناك شريحتان أساسيتان من طبقات الأرض حدث فيهما هذا الانزلاق ، وهي شريحة المحيط الهادئ التي يمتد فوقها المحيط الهادئ ، وشريحة أمريكا الشمالية ، التي تجمل جزءاً من أراضي اليابان ، وقد حدثَ وجود طبقة طيبنية رقيقة فوق جزء من شريحة المحيط الهادئ ، الموجودة فوق جزء من شريحة أمريكا الشمالية ، وما ادى لحدوث الزلزال أنَّ ذلك الجزء من شريحة المحيط الهادئ غاصت في خندق قبالة سواحل اليابان ، وبسبب طبقة الطين فقد انزلق جزء من شريحة امريكا الشمالية ، محدث ذلك الشق العظيم ، وارتفاع المياه لهذهِ الدرجة .
تظل هذهِ التفسيرات ، كلام نظري ، وربما لن يعلم أحد فعلا ما الذي أحدث هذهِ الكارثة العظيمة ، التي أصبحت جزءاً مهما من تاريخ الكوارث اليابانية ، وستبقى في ذاكرة اليابانين دائماً صور من الدمار والموت ، ولكن هذا لم يعني الاستسلام واليأس ، بل النهوض والعمل من أجل بناء بلا