ظاهرة تسونامي
تشير كلمة التسونامي إلى مجموعة من الأمواج الناشئة عن حركة مساحة كبيرة جدا من الماء كالمحيط مثلا، ويمكن أن ينشأ أيضا من الزلازل والتحركات الكبيرة، سواء التي تتم على سطح المياه أو حتى تحتها، إضافة للانفجارات البركانية التي تحدث تحت الماء، وكذلك الانهيارات التي تصيب الأرض والزلزال المائي الكبير، وتؤدي الانفجارات الناتجة عن الأسلحة النووية، والارتطام الناتج عن المذنبات هذه الظاهرة أيضا، أما الآثار المدمرة للظاهرة فتكون نتيجة لكمية المياه والطاقة الكبيرة المتحركة.
أما أول من ربط هذه الظاهرة بالزلازل التي تحدث تحت الماء فهو المؤرخ اليوناني توسيدايديس، وقد ظل مفهوم وتعريف ومعنى التسونامي محدودا حتى القرن العشرين؛ حيث أصبح محط اهتمام وأنظار الكثيرين، فقاموا بعمل الكثير من الأبحاث البحرية عليه، كما أشير إلى التسونامي في كثير من النصوص القديمة الجغرافية والجيولوجية، إضافة لعلوم المحيطات المختلفة.
خصائص التسونامي
يقدر طول موجات كل من الرياح والأمواج حوالي مئة متر، أي من ذروة إلى ذروة بمعدل ثلاثمئة وثلاثين قدما، ويبلغ ارتفاعها حوالي مترين، أما طول موجة التسونامي في أعماق المحيطات فيقدر بحوالي مئتي متر أي مئة وعشرين ميلا، وتبلغ سرعتها ثمانمئة كيلومتر في الساعة الواحدة، وتتراوح المدة التي تحتاجها الموجة لإكمال دورة كاملة ما بين عشرين إلى ثلاثين دقيقة، نتيجة للطول الكبير للموجة الواحدة.
عندما يكون التسونامي بالقرب من الساحل، وتكون المياه قليلة سوف يزيد ضغط الموجة، وتحتاج لزمن أطول حتى تتقدم، كما يقل طولها الموجي، ويزيد ارتفاعها بشكل ملحوظ، فتصبح بارزة يمكن مشاهدتها، وأقصى ارتفاع للموجة يتطلب بضع دقائق حتى يحدث.
التسونامي في التاريخ
هناك الكثير من التواريخ الشاهدة على هذه الظاهرة، منها:
- في العام 1883م بدأت في جزيرة كاركاتوا أمواج بحرية عاتية وزلزال كبير، وقد خلفت وراءها الكثير من القتلى، واستطاعت هذه الأمواج أن تصل إلى أستراليا على بعد أربعة آلاف كيلومتر من الجزيرة.
- في الأول من نيسان للعام 1946م تعرضت هاواي لزلزال قوي مدمر خلف وراءه كثيرا من القتلى، حيث وصلت أكبر موجاته لارتفاع ثلاثين مترا.
- في الثاني والعشرين من أيار للعام 1960 حدث زلزال في شواطئ تشيلي بلغت درجة قوته حوالي ثماني درجات، تمكنت أمواج التسونامي على إثره من الوصول إلى سواحل هاوي، ثم إلى جزر الفلبين.
- في الحادي عشر من مارس آذار للعام 2011م، حدث زلزال كبير في اليابان، أدى إلى وقوع انفجارات هيدروجينية كبيرة، كانت نتيجتها ظهور موجات مد عرفت باسم تسونامي، التي أسفرت عن مقتل عشرة آلاف شخص، وفقد ستة عشر ألف شخص.