تتميز الكرة الأرضية بحدوث ظواهر طبيعية كثيرة تحدث على سطحها أو داخلها من زلازل وبراكين. نعلم جيداً إن القشرة الأرضية تتكون من سبع طبقات وكلما إبتعدنا عن سطح الأرض إلى الأعماق زادت حرارة الأرض نتيجة الحمم داخلها، فمثلاً عندما تتحرك القارات إما بالإبتعاد أو الإقتراب نتيجة حركة السّائل الحممي داخل الأرض ستكون هناك طاقة متحركة تعمل على إزاحة الصخور أي تحررت طاقة داخلية كامنة نتيجة حركة الحمم، وهذا ما يحدث عندما تتكون الزّلازل التي تسبق حدوث ثوران البراكين وتحرك الصفائح الأرضية.
بؤرة الزّلزال
ذكرنا إن الزّلازل تتكون نتيجة لتحرر ضغط هائل من طاقة كامنة في أعماق الأرض وعندما تتحرر هذه الطاقة ستكون في نقطة وتسمى ببؤرة الزّلزال وهي النقطة التي ينطلق منها الضغط الهائل المتحرر من باطن الأرض نتيجة تحرك الحمم اللاهبة داخل باطن الأرض والتي تسبب ثوران بركان أو تحرك وإنزلاق لقشرة الأرض. فمن الطبيعي هناك إزاحة في قوة ترابط الجزيئات في الصخور المكونة لقشرة الأرض فعندما تتفكك هذه الرابطة ما بين الجزيئات ستنعكس طاقة متحركة. لذلك دائماً تكون بؤرة الزّلازل داخل الأرض وليس على السطح أي نقطة إنفجار الطاقة من داخل الأرض خارجة للسطح القشرة الأرض التي فيما بعد تسبب تصدع صغير ولكن بسرعة الضوء لتشقق كبير حسب قوة الطاقة المتحررة لبؤرة الزّلزال. والنقطة المقابلة لبؤرة الزّلازل على سطح الأرض تسمى بالمركز السطحي للزّلازل وتكون هذه النقطة ظاهرة للعيان.
تستخدم المحطات الخاصة برصد الزّلازل أجهزة خاصة حساسة لأمواج الزّلازل والتي من خلالها يمكن تحديد بؤرة الزّلازل حسب قانون المسافة وهي سرعة الموجة في الزمن المستغرق للوصول للمحطة. نذكر إن الزّلزال يحدث نتيجة أمواج إهتزازية ذات تردد متحرك من تحرر طاقة داخل الأرض، وهذه الطاقة ستعمل على بث موجات على نوعين وهي الأمواج الأولية وتحتاج لزمن حتى تصل لأجهزة محطات الرصد فهذا الوقت المستغرق يستخدم لقياس سرعة وصول هذه الأمواج للمحطة وتتنبأ به محطات الرصد لإنها قامت بقياس شدة الزّلزال أي حجم الطاقة المتحررة . أما النوع الثاني من الأمواج الإهتزازية تسمى بالثانوية وتنقل عبر صخور الأرض وعادة هي ذات الخطر الكبير الذي يحدث تصدعات في القشرة الأرضية وهو يأتي بعد إهتزاز الأرض بثوانٍ ودقائق قليلة حيث تعمل الأمواج اولى كتحذير من تردد أمواج ثانوية تكون سطحية أو ضحلة حسب قوة الطاقة الصادرة من بؤرة الزّلزال. بعد حدوث الزّلازل يقوم العلماء بالتأكد من تحديد مركز البؤرة للزلزال ويقومون بدراستها بعد مشاهدتها على الأرض الواقع للتعرف على طبيعة المنطقة التي حدث من خلالها الزّلزال.