تُعدّ شلّالات نياجرا الشهيرة على مستوى العالم من أكبر الشلّالات وأغزرها. تقع في القارة الأمريكيّة الشماليّة، في النقطة الوسط من النهر المعروف باسم (نياجرا )، والذي يشكّل حدوداً دوليّة بين كلٍّ من الولايات المتّحدة الأمريكيّة، والدولة الكنديّة، إلاّ أنّ الجزء الأكبر من هذه الشلاّلات يقع ضمن أراضي الدولة الكنديّة في منطقة شهيرة اسمها (هورستو)، والتي تعني في اللغة العربيّة (الحصان)؛ حيث يبلغ عرض شلّالات نياجرا ما يقارب الـ 830 متراً، وقد شُكّلت هذه الشلالات نتيجة لهبوط المياه بسرعة كبيرة وبغزارة، ممّا أدّى إلى حفر طريقٍ لها في الصخر، وهذا بدوره أدّى إلى نحت المكان على شكل حدوة الحصان؛ حيث جاء اسمها.
أمّا طول نهر نياجرا الواقعة عليه هذه الشلالات، فإنّه يساوي الـ 45.5 كيلو متراً مربّعاً، وإنّه يمتدّ من القسم الشمالي حيث بحيرة ( أونتاريو )، حتّى القسم الشمالي حيث بحيرة ( إيرى ) .
إنّ أعلى ارتفاع سجّل لشلالات نياجرا من القسم الكندي هو 54 متراً، أمّا أعلى ارتفاع سجّل من القسم الأمريكي فهو 56 متراً، وهذه الشلالات تتألّف من شلالات ثلاثة، وهي: شلال هورس شو، والذي يعرف بـ (حدوة الفرس)، وهذا الشلال موجود في القسم الكندي من الشلّالات، وشلال كبير موجود في القسم الأمريكي؛ حيث يأتي على شكل مستقيم، ولا يفصل بينهم إلاّ جزيرة صغيرة تعرف باسم (غوت) أيّ الماعز، وأيضاً من القسم الأمريكي هنالك شلّال يعتبر صغير الحجم إذا ما قيس بالنسبة للشلالين السّابقين، ويعرف باسم (برايدال فايل) أي طرحة العروس، ويقع هذا الشلال قريباً من جزيرة لونا.
يؤكّد بعض المؤرّخين بأنّ نشوء شلاّلات نياجرا يعود إلى ما قبل الـ 1000 عامٍ، وتحديداً إلى زمن العصر الجليدي، في نهايته. وتعرف شلّالات نياجرا بأنّها متفرّعة إلى شلالاتها في القسم الأمريكي، وهذا التفرّع يتمّ عند بلوغ النهر لجزيرة (كوز)؛ حيث سجّل عرض هذه الشلالات في هذه النقطة تحديداً بـ 305 أمتار، وأمّا الارتفاع الذي سجّلته فهو 48 متراً، وذُكر بأنّه يمكن لمن يريد أن يصل إلى الأجزاء الخلفية من هذه الشلّالات من الجهة الأمريكيّة، وذلك عن طريق السّير على الأقدام؛ حيث يمكن الوصول إلى المغارة التي شكّلتها المياه والتي تعرف باسم (مغارة الرياح).
إنّ نسبة تدّفق المياه من هذه الشلّالات تصل في الدقيقة الواحدة إلى ستة ملايين قدماً مكّعباً من الماء، وهذا ما جعل من هذه الشلالات الأكثر اندفاعاً والأقوى على صعيد القّارة الأمريكيّة ككل، وهذا الأمر من شأنه أن يجعل من عمل توليد الكهرباء أمراً سهلاً، وإنتاجاً كبيراً، وأيضاً يجعل من هذه المنطقة منطقةً سياحيّةً هامة، تساهم في الدخل القومي للبلاد.
يبقى أن نشير إلى أنّ أوّل من اكتشف شلّالات نياجرا هم سكّان أمريكا الأصليين (الهنود الحمر)، وقد قامت الدولة الأمريكيّة بإنشاء نصبٍ لتمثال هندي بجانب الشلّال.