يعدّ المسجد الأقصى من المساجد التي تحتلّ مكانةً خاصّةً في عقول المسلمين، فهو المسجد الذي بني بعد المسجد الحرام بأربعين سنة، وهو من المساجد التي تشدّ الرحال إليها، كما أنّ الصّلاة فيه تتضاعف عن غيره من المساجد خمسمئة مرّة، وقد جاءه النّبي صلّى الله عليه وسلّم في رحلة الإسراء والمعراج فصلّى فيه إماماً بالأنبياء وهذا يدلّ على مكانته وأنّه حق للمسلمين محرّمٌ التّنازل عنه، وقد ورد ذكر المسجد الأقصى في القرآن الكريم في سورة الإسراء، وتمّ ربطه مع المسجد الحرام، وهو مسجدٌ مباركٌ قد باركه الله تعالى وبارك من يسكن حوله، كما بيّن النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّ طائفة الحقّ التي تبقى قائمةً على أمر الله تعالى ودينه تقاتل عدوها فتقهره، ولا يضرّها من خالفها، وأنها موجودة ببيت المقدس وأكنافه، كما أنّ المسلمون وقبل أن توجّه قبلتهم نحو المسجد الحرام كانوا يصلّون وقبلتهم نحو المسجد الأقصى، فهو لذلك يسمّى أولى القبلتين، وقد فتح سيّدنا عمر بيت المقدس وأمّن اليهود والنّصارى فيه بما يعرف بالعهدة العمريّة.
ولا يختلف أحدٌ على أنّ المسجد الأقصى المبارك هو للمسلمين وحدهم، وقد ظلّ المسجد الأقصى سنواتٍ طويلةٍ تحت الإحتلال الرّوماني حتّى جاء صلاح الدّين الأيوبي وحرّره من دنسهم، وقد ظلّت الأطماع في المسجد الأقصى من قبل اليهود فهم يرون بزعمهم أنّ المسجد الأقصى بني على أنقاض هيكل سليمان ، وهذا القول هو تخريفٌ لا دليل عليه، لذلك تراهم ومنذ استيلائهم على الضّفة الغربية بما فيها القدس والمسجد الأقصى إلى الآن وهم يظهرون العداوة لهذا المسجد وتراهم يقومون بالحفريّات تحت المسجد الاقصى بحثاً عن هيكلهم المزعوم، وهم يهدّدون بحفرياتهم تلك أساسات المسجد الأقصى ويعرّضونه لخطر الهدم، وبالتّالي تتوجّه أنظار المسلمين دائماً نحو المسجد ألأقصى لخشيتهم عليه أن يتعرّض للأذى.
كما أنّ معركة المسلمين النّهائيّة مع اليهود تكون قريبةً من المسجد الأقصى، حيث يقاتل المسلمون اليهود وهم شرقي النّهر، ويتحرّر المسجد الأقصى كما وعد الله تعالى في سورة الإسراء، كما ينزل المسيح عيسى بن مريم ويقتل الدّجال في منطقة باب لد في فلسطين، وأخيراً على المسلمين أن يبقوا متيقّظين متنبّهين لما يحاك ضد المسجد الأقصى من مؤامرات ودسائس، وأن يعملوا باستمرار على تمتين جبهتهم الدّاخلية والوقوف صفّاً واحداً في وجه من يقوم بالتّفكير في الاعتداء على هذا المسجد المبارك الذي كرّمه الله تعالى وأعلى شأنه.