من أهم الأشهر التي يترقبها المسلمين من السّنة الهجرية هو شهر ذو الحجة حيث يصادف في هذا الشّهر الفضيل أداء مناسك الحج ، حيث يتوافد الحجاج من جميع أقاصي الدّنيا للتقرب لله تعالى و تكبيره و الثّناء بحمده و طلب المغفرة و الرّحمة حتى يغفر الله لهم من ذنوبهم و يصبحون بلا ذنوب كما ولدتهم أمهم لذلك يحرص من يستطيع من المسلمين بالذهاب لأداء الحج ، و لأداء فريضة الحج يمر الحاج بشعائر و أركان الحج و أبرز يوم هام في الحج هو الوقوف بجبل عرفات حيث يتجمع الحجيج على هذا الجبل العظيم و إنه لمشهد تخشع له القلوب لأنه في هذا اليوم العظيم تكون مذلولة و خاشعة و تترقب قبول التوبة من الله تعالى .
و الوقوف بجبل عرفات هو وقوف إجباري يجب على الحاج الوقوف به و يعتبر جبل عرفات جبل مبارك و سمي جبل عرفات بعرفات لأن آدم و حواء عندما هبطوا من السماء إلى الأرض تفرقا كل على حدى في موضع مختلف و بحث آدم و حواء عن بعضهما و إلتقوا في هذا الجبل فعندما شاهد ىدم حواء عرفها لذلك يقال له جب عرفات و هو المكان الذي عرف آدم به حواء بعد نزولهما إلى الأرض و يقال إن حواء هبطت في الهند.
يقع جبل عرفات شرق مكة المكرمة بمسافة عشرين كيلو متراً أي خارج حد الحرم المكي ، و يحيط بجل عرفة كلاً من منى و المزدلفة ، و من الجهة الغربية لجبل عرفات نستذكر مسجد نمرة الذي يبث من خلال خطبة و صلاة يوم عرفة. إن جبل عرفات يخطف أنظار المسلمين في كل بقاع الأرض يوم التاسع من ذي الحجة و هو يوم الوقوف بعرفات أحد مناسك و أركان الحج كما علمنا إياه النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، و يوم عرفة هو يوم مبارك و يحرص الكثير على صيام يوم عرفة الفضيل لنيل الأجر من الله تعالى .
و من أهم ما يقوم به الحاج يوم الوقوف بجبل عرفات هو التوجه ليوم عرفات من فجر يوم التاسع من ذو الحجة لوقت غروب الشمس حيث يصلي الحجيج وقت صلاة الظهر و العصر جمع تقديم ، و يقضي الحجيج يومهم بجبل عرفات بذكر الله تعالى و الدعاء و الإستغفار و الإستشعار بعظمة الله تعالى و يتشعر بموقف يوم القيامة عندما يحشر الناس يوم القيامة مع بعضهم ، و حتى الحجاج على جبل عرفات يعرفون ما معنى المشهد العظيم في تجمع الناس في هذا الجبل العظيم و مشهد جبل عرفات بتشابه مع مشهد يوم القيامة و الله تعالى أعلم .