ذو القرنين هو شخص ورد في القرآن الكريم، فقد بينت قصته أنه رجل وملك عادل صالح يخلف الله تعالى ومؤمن به، حيث أن قصته في القرآن الكريم تذكر أنه كان رجبلاً طوافاً في الأرض ليدعو إلى الله تعالى وإلى توحيده لا إله إلا هو، فاتجه جهة مغرب الشمس، حتى وصل إلى العين الحمئة، وهناك بعض من فسر هذه الآية على أنه رأى الشمس وهي تغرب وكأنها تغرب في العين الحمئة، أما القسم الآخر فقال ان العين الحمئة هي الماء الذي يميل إلى العكورة وعدم النقاء، ومن هنا قالوا أنه قد وصل إلى شاطئ بحر إيجة، في المنطقة التي تقع بين السواحل التركية الغربية واليونان، حيث أن منظر الشمس وهي تغرب في بحر إيجة كأنها العين الحمئة، ولقد خيره الله تعالى في أمر سكان تلك المنطقة، فاختار أن يعذب الكافر ويحسن إلى المؤمن. بعدها توجه ذو القرنين إلى الشرق، واختلفوا أيضاً هل ه هي تعني وقت الشروق أو مكان طلوع الشمس، وكانت هذه الأرض أرضاً جرداء قاحلة فحكم فيها بنفس حكمه على أهل المغرب. بعدها تابع تجواله، فاستغاثت به امة من الأمم، من قوم يؤذونهم كثيراً وهم من أطلق القرآن عليهم يأجوج ومأجوج، وطلبوا منهم أن يبنوا لهم سداً للحيلولة بينهم وبين هذه الجماعة، فبنى سوراً دفاعياً بعد إذابة الحديد والنحاس عليه.
ولقد اختلف في تسميته فالبعض قال سمي بذلك لأنه جاب أقصى الأرض شرقاً وغرباً، وهناك من قال بأن رأسه كان فيه شج قرني، وهناك تفاسير أخرى كثيرة. ولقد اختلف أيضاً في تحديد شخصيته، فالبعض قال أن ذو القرنين هو كورش الأكبر والبعض الآخر قالوا أنه الاسكندر المقدوني ولكن معارضي هذا القول وهو قول شائع بين المسلمين ردوا عليه بأن الاسكندر المقدوني حسبما روي في سيرته أنه لم يكن شخصاً صالحاً وهناك من يقول أنه كان من المثليين جنسياً، فلا يعقل أن يكون الاسكندر المقدوني هو ذو القرنين لأن ذو القرنين رجل صالح وهناك من قال أنه ملك من ملوك حمير وهناك من قال أنه أخناتون الفرعون المصري.
ورد ذكر اسم كورش الأكبر في العهد القديم في كتاب عزرا وأشعاء ودانيال، حيث ذكرت التوراة أنه كان رجلاً صالحاً مؤمناً بالله تعالى وقد وافق التاريخ ما ورد في التوراة من مدح لهذا الملك الصالح، إضافة إلى دلائل أخرى تشير بشكل أو بآخر أن كورش الأكبر هو ذو القرنين. يذكر أن كورش الأكبر هو أول ملوك فارس والأسرة الاخمينية.