أمر الله تعالى نبيه محمد صلّى الله عليه و سلّم بالهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة عندما أصبح كفار قريش يؤذون رسوله الكريم صلّى الله عليه و سلّم و أرادوا أن يقتلوه فأمره بالخروج إلى المدينة المنورة و كان يرافقه في هذه الرحلة الصّحابي أبو بكر الصّديق رضي الله عنه ،و تعتبر الهجرة النّبوية منحنى تاريخي في حضارة البشرية حيث نشأت الدّولة الإسلامية و اشتدت و عظم أمرها حتى كانت بعض الأمم تخشاها لأنها كانت من أقوى الأمم حيث إزدهرت و نمت في كثير من القرون . لذلك تعتبر الهجرة النبوية لها أثر كبير في حياة المسلمين حين إتخذوا من سنة الهجرة النّبوية تقويماً لهم .
و سمي التّقويم الهجري بهذا الإسم نسبة لتاريخ يوم الهجرة النبوية حيث تم استحداث التقويم الهجري في عهد عمر بن الخطاب و يعد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول من وضع التّقويم الهجري و هو إثني عشرة شهر بالإعتماد على دورة القمر حيث يعتمد الهلال القمري كدوراً مهماً في تحديد أول و آخر الشّهر و خصوصاً هلال شهر رمضان و هلال شهر شوّال ( هلال عيد الفطر ) و تخليداً لذكرى الهجرة النبوية تم العمل بالتقويم الهجري في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، و يضم التّقويم الهجري الأشهر الهجرية التي وضعها العرب و عرفوها فساروا عليها كما كانت تسمى و يضم التقويم الهجري الأشهر التّالية حيث تبدأ السنة الهجرية بشهر محرم ، صفر، ربيع الأول ، ربيع الثاني ،جمادى الأولى ، جمادى الأخرة ، رجب ، شعبان ، رمضان ن شوال ، ذو القعدة و ذو الحجة .
يكون تعداد أيام أشهر التقويم الهجري حسب دورة القمر حول الأرض و تتراوح أيام الأشهر الهجرية من تسعة و عشرون يوماً إلى ثلاثين يوماً و تختلف عن السنة الميلادية بفارق إحدى عشر يوماً. لذلك لا تلتقي السنة الهجرية مع السنة الميلادية في اى يوم بسبب الفرق الزمني بينهما ، و تعتبر السعودية هي الدولة الوحيدة التي تعتمد على التقويم الهجري كتقويم رسمي في البلاد حتى في مختلف المجالات و كافة المعاملات على إختلاف الدول العربية التي تستخدم التقويم الميلادي كتقويم رسمي لها فالواجب أن تتبع التقويم الهجري لأنه أولى بالدول العربية إتباعه لإنه يجسد و يذكرنا بأعظم حدث تاريخي و هو هجرة سيد البشرية محمد صلى الله عليه و سلم حيث أخرج الأمة من الظلام الذي تعيش فيه إلى النور لكي تحيا به و هو توحيد الله تعالى و عبادته .