منذ أن نزل الوحي الأمين على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن الكريم كلام الله عز وجل من السماء السابعة إلى الأرض ليكون دستوراً ومنهجاً للبشرية جمعاء، إعتنى المسلمون وكل من آمن بهذا الكتاب بتفسير معانيه والتي لا يعلم معناها الحقيقي إلّا الله عز وجل هو الكتاب الذي أعجز به الله عز وجل الإنس والجن مجتمعين منذ نزول الوحي وحتى قيام الساعة، ويعتبر أول مصدر في الإسلام لشرح القرآن الكريم ومعانيه هو الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قام عليه الصلاة والسلام بشرح ما أوحي إليه من الكتاب والذي لا تنضب عانيه ولا حكمه فما يزال العلماء في الوقت الحالي إن كان علماء الدين بشتى مجالاتهم أو المتخصصون في مجال العلوم الطبيعية وشتى التخصصات المختلفة يقومون باكتشاف كل تعرف ما هو عظيم ومعجز في هذا الكتاب من الإعجاز العلمي والكلامي والغيبي وغيره الكثير.
أمّا ما لم يقم الرسول صلى الله عليه وسلم بشرحه وتفسيره من القرآن الكريم فقد ترك الله عز وجل تفسيره إلى الناس بحسب اجتهاداتهم وبحسب تطور العلم وفهمهم للدنيا، فاجتهد العديد من العلماء بشرح القرآن الكريم وقاموا بتأليف العديد من الشروحات المفصلة والتي تعتمد على قواعد النحو والصرف والعلوم الدنيوية في فهم القرآن الكريم، فيوجد من آيات القرآن الكريم ما اختلف العلماء في فهمه وتفسيره كل بحسب اجتهاده، ومن الكتب العديدة التي ألفت في تفسير القرآن الكريم هو تفسير الجلالين.
فقام في البداية جلال الدين المحلي بتفسير القرآن الكريم فقام بتفسير القرآن من سورة الكهف وحتى سورة الناس بالإضافة إلى سورة الفاتحة متبعاً بتفسيره منهجاً واضحاً معيناً وهو اعتماده في التفسير على الإيجاز وعدم التفصيل فقد كان رحمه الله يقوم بذكر الأقوال التي ققيلت في تفسير الآيات ودلالاتها ومن ثم ترجيح احسن وأفضل الأقوال وأصحها، وكان يقوم باللجوء إلى إعراب الكلمات وعبارات في حدود الحاجة ومن دون التفصيل في شرح الآيات، وبعد أن وافته المنية رحمه الله قام جلال الدين المحلي رحمه الله بإكمال باقي التفسير معتمداً نفس المنهج الذي اتبعه جلال الدين المحلي فقام بتفسير القرآن من سورة البقرة وحتى سورة الإسراء ولذلك سمي هذا الكتاب بتفسير الجلالين نسبة إلى جلال الدين المحلية وجلال الدين السيوطي، ويعتبر هذا الكتاب من الكتب الشهورة في تفسير القرآن وربما كان ذلك عائداً إلى أسلوبه السهل والميسر في تفسير القرآن الكريم والذي يناسب من يريد معرفة معنى كلمة أو آية في القرآن على عجل أو من يريد فهم القرآن الكريم إلّا أنّ درجة علمه لا تسمح له بالتوسع في قراءة الكتب المفصلة والتي قد تكون صعبة الفهم على غير المتخصصين في اللغة العربية وعلوم الدين في بعض الأحيان.