الإمام علي بن أبي طالب – عليه السلام – هو ابن عمّ رسول الله الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم –، وهو زوج ابنته فاطمة الزهراء، وهو والد كلّاً من الإمامين الحسن والحسين – عليهما السلام -، وهو أيضاً أحد الصحابة العظام، وهو من آل البيت الموقّرين عند كافّة الطوائف الإسلامية، فلم يختلف أحد على حبّه وعلى وجوب رفعه منزلةً عاليةً لم يبلغها أحد من العالمين ممّن هم دونه. اعتبره أهل السنّة والجماعة واحداً من العشرة المبشّرين بالجنة، واعتبره الشيعة إمامهم.
نشأة الإمام علي
ولد الإمام – عليه السلام -، في مكّة المكرمة، قبل بعثة رسول الله – صلى الله عليه وسلم –، وكان مولده في داخل الكعبة المشرّفة، الأمر الّذي يدل على علو مكانته والشرف الّذي كان يتمتّع به هذا الإنسان العظيم ذو النفس العظيمة. عاش الإمام علي طفولته في حضن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فقد تحمّل الرّسول الأعظم مسؤوليّة العناية به تخفيفاً عن عمّه أبي طالب، الذي أثقلت كاهله أمور الدنيا. وهو ثاني أو ثالث - على أبعد تقدير – الناس دخولاً في دين الله تعالى عند بعثة الرّسول الأعظم، ولكنّه أوّل من أسلم من الصبيان، واستأمنه الرسول الأعظم على الأمانات التي كان أهل مكة قد وضعوها عنده وذلك قبل الهجرة الشريفة إلى المدينة المنوّرة، ومن هنا فقد هاجر الإمام علي – عليه السلام – بعد هجرة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بثلاثة أيّام، حتى يقضي ما طلبه من الرسول. وهو أيضاً من نام في فراش الرسول – صلى الله عليه وسلم – عندما ظنّ كفار قريش أنّ النائم هو الرسول نفسه، وأرادوا قتله ليتخلّصوا من هذه الدعوة التي جاء بها، ومن هنا فهو الفدائيّ الأول في الإسلام.
بعد الهجرة النبوية الشريفة، تزوج من فاطمة بنت رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وشارك مع الرسول في كل الغزوات، وكان دائم المرافقة له، أمّا بعد الهجرة، فقد عاش علي في فترة حكم كلٍّ من أبي بكر الصدّيق وعمر بن الخطّاب وعثمان بن عفّان – رضي الله عنهم – إلى أن استلم الحكم، وكانت فترة خلافته من أشد الفترات إيلاماً في التاريخ الإسلامي فقد امتلأت بالفتن بين المسلمين.
وفاة الإمام علي
توفّي الإمام علي بن أبي طالب – عليه السلام – شهيداً؛ فقد قتله عبد الرحمن بن ملجم، وكانت وفاته في الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك من العام 40 من الهجرة النبويّة المشرفة. أمّا المكان الذي دفن فيه فقد ظلّ سراً خوفاُ من أن يتعرّض للتدنيس من قبل الأعداء الملاعين، إلّا أنّ المكان عرف في زمن الخلافة العباسيّة على لسان الإمام جعفر الصادق، فبحسب الروايات هناك من قال إنّه قد دفن في النجف العراقية، وهناك من قال إنّه دفن في أفغانستان، وهناك روايات قالت إنّه دفن في الكوفة في مقر الخلافة، وهناك من قال إنّ الجثمان حمل ودفن في البقيع في المدينة المنوّرة وبجانب القبر الذي دفنت فيه فاطمة الزهراء زوجته، وهناك من قال إنّ قبره في الصحراء وغير معروف.