النبي موسى عليه السلام
موسى بن عمران من بني إسرائيل، نبي أرسله الله ليخلص قومه من بطش فرعون مصر الظالم المستبد، ويدعوهم إلى الله وترك عبادة الأصنام، وهو من أولي العزم من الرسل، فهو يتمتع بقوة جسمانية، وفطنة، وحكمة، جعلت منه محط أنظار قومه ليخلصهم من ظلم الطاغية الذي حكمهم لسنوات عديدة، يدعى النبي موسى بكليم الله لأنّه النبي الوحيد الذي كلّمه الله من وراء حجاب، وأيّده بمعجزات ليدحض بها فرعون وملأه، وليرفع بها كلمة الحق وينصرها.
حياته
ولد النبي موسى عليه السلام في مصر في فترة كان فرعون مصر يذبح فيها الأطفال الذكور من بني إسرائيل بسبب رؤيته في المنام لنار تخرج من بيت المقدس وتحرق مصر، ولأنّه سمع نبوءة أنّه سيخرج رجل من بني إسرائيل سينهي حكمه ويقضي عليه، ولكن مشيئة الله كانت بأن يتربّى موسى عليه السلام في كنف هذا الفرعون الظالم بحادثة أقرب للخيال منها للحقيقة، حيث أوحى الله لأمّه بأن تلقيه في البحر، فساقه البحر إلى الشاطئ المجاور لقصر فرعون، فرأته آسيا زوجة فرعون، فحن قلبها له، ورجت فرعون بأن يتخذونه ولداً لهم فوافق على ذلك، وقدر له الله بأن يعود لحضن أمّه مرة أخرى، حيث حرم عليه المراضع، فعاش في كنف أمه حتى بلغ عمر الأربعين عاماً وهو سن الرشد في ذلك الزمان.
خروجه من مصر
خرج موسى عليه السلام من مصر خوفاً على نفسه من فرعون، بعد أن انتصر لرجل من بني جلدته كان قد تشاجر مع رجل فرعوني فقتله، خرج إلى مدين مترقباً إلى أن وصل إليها بعد مسير قرابة العشرين يوماً سيراً على الأقدام، وفي مدين عمل في رعي المواشي بعد أن تعرف على شيخ كبير هناك، فاستأجره الشيخ للعمل معه وزوجه ابنته، وعاش موسى عليه السلام في مدين لمدّة عشر سنوات.
تكليفه بالدعوة
بعد أن أمضى موسى عليه السلام عشرة سنوات في مدين، همّ عائداً مع زوجته إلى دياره في مصر، وفي أثناء عودته تاه بالصحراء، فأستانس ناراً إلى جانب طور عظيم، فأجلس أهله ومضى يستطلع أمر النار، فسمع صوتاً يناديه، فخاف موسى وارتعد، ولكنه عاد وأحسّ بالاطمئنان بعد أن عرف أنّ الذي يكلمه هو الله القدوس، وقد اختاره ليخلص قومه من ظلم فرعون.
لقد أيد الله موسى بمعجزات ليثبت لقومه صدق رسالته، فمن معجزاته تحويل عصاه إلى أفعى عظيمة، واليد البيضاء، والتي سحق بهما كيد السحرة وفرعون في اليوم الذي جمع فيه فرعون الناس وأقام مناظرة بين موسى عليه السلام وأتباعه من السحرة، وفي هذا اليوم خر السحرة ساجدين لرب موسى عالمين بأنه هوالقادر الواحد، وفرعون قوته زائلة لا محالة.
بعد هذا الحدث طارد فرعون وجيشه موسى عليه السلام ومن آمن به من بني إسرائيل بنية قتلهم، فشق الله لهم البحربمعجزة أذهلت فرعون ومن معه، ليغرق فرعون بالبحر ناطقاً بإسم الله الواحد عندما وافاه الموت، وظل سيدنا موسى عليه السلام يدعو قومه إلى التوحيد، ولقد أنزل الله عليه كتابه المنزل من لدنه واسمه التوراة، وهو من الكتب السماوية التي لا يكتمل إيمان المؤمن دون الإيمان بها.
موقع قبر النبي موسى عليه السلام
عندما أرسل الله ملك الموت ليقبض روح النبي موسى عليه السلام، قام موسى ففقأ عيني ملك الموت، ورجع ملك الموت إلى ربه قائلاً لقد أرسلتني يارب إلى من لا يريد الموت، إلا أن الله قال لملك الموت دع موسى يضع يده على جلد ثور، وبعدد الشعيرات التي يلمسها منه يعيش سنة، ومن ثم اقبض روحه، فذهب ملك الموت وحدث النبي موسى بإمر الله فقال لا بل أنّي أحب لقاء الله فقبض روحه وكان يبلغ من عمره المائة والعشرين عاماً، ولقد دفن في مدينة إريحا بقرب بيت المقدس وهناك حديث شريف يؤكّد ذلك.