محمد عليه الصلاة والسلام
قبل نزول الرسالة المحمدية على النبي الكريم كان العرب يعيشون حياةً جاهلية، يئدون البنات، ويغزو بعضهم البعض كانوا قبائل متناحرةً، وكانوا يعبدون الأصنام تقرباً إلى الله، على اعتقاد أنّ هذه الأصنام تشفع لهم عند الله، ومع مرور الأيام أصبحوا يعتقدون أنّ هذه الأصنام تملك القدرة على نفعهم أو ضرهم، وكانت كل قبيلة لها صنم تعبده، وأكثر الأصنام شهرة في مكة الصنم هُبل وفي الطائف اللات وهكذا.
كان نبينا الكريم قبل بعثته غير مصدق بأنّ هذه الأصنام التي يصنعها الإنسان بنفسه تملك القدرة على نفعه أو قادرةً على الحاق الضرر به، فكان يختلي بنفسه مفكراً بعمقٍ بهذا الكون، وأنّه لا بد من وجود قوة قادرة على التحكّم بهذا الكون، وكان الصدق والأمانة والعدل من صفاته صلى الله عليه وسلم مؤمناً إيماناً مطلقاً بأنها فضائل تساعد على بناء مجتمع أكثر عدلاً، حتى نزل عليه الوحي من عند الله سبحانه وتعالى يدعوه إلى دعوة الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له فهو الواحد الأحد النافع والضار، الرحيم بعباده، وبدأ هذا الدين يرسم معالم حياة جديدة في شبه الجزيرة العربية أولاً وباقي أركان الأرض.
لقد تحمّل نبينا الكريم الأذى الكثير من قومه خاصةً في بداية دعوته، فبالصبر والحِلم انتشر الإسلام في أركان الكره الأرضية، وكوّن مجتمع إسلامي متعاون مُتحابّ، يحترم النفس الإنسانية وأكدّ على القيّم التي تؤدّي إلى الفضيلة وتعاون الإنسان مع أخيه الإنسان من أيّ أرض كان ومن أيّة مِلّة، إنّه دين المحبة والتسامح.
مرض النبي الكريم ووفاته
بعد أن عاد صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ظهرت عليه علامات و دلائل التعب والإجهاد، وفي آخر شهر صفر في السنة الحادية عشرة للهجرة مرِض نبينا الكريم وعندما اشتدّ عليه المرض استأذن نساءه أن يُمرّض في بيت عائشة رضي الله عنها، فدخل بيت عائشة أم المؤمنين وكان المرض يشتدّ عليه كل يوم أكثر من سابقه، حتى كان يوم الغثنين في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشر للهجرة انتقلت روح نبينا الكريم إلى باريها، فحزن الناس حزناً ما بعده حزن، حتى أنّ بعض المسلمين لم يصدّقوا موت النبي الكريم حتى خرج فيهم أبو بكر الصديق قائلاً: "من كان يعبد محمداً فإنّ محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌ لا يموت".
فهدأت نفوس المسلمين وأخذوا يستعدون لدفنه عليه الصلاة والسلام، وخيّم الحزن والسكون على جموع المسلمين فكُفن النبي الكريم ودُفن بالحجرة التي كان يعيش بها مع زوجته عائشة بنت أبو بكر (الحجرة النبوية الشريفة) كما دفن بالحجرة النبوية الشريفة من بعد محمد صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق.