إبراهيم عليه السلام
الخليل إبراهيم -عليه السلام- هو نبي ورسول عظيم، كان رمزاً عظيماً للتفكّر والتأمل، وكان أيضاً رمزاً لتعظيم الخالق عزّ وجل. تنقل رسول الله إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- بين مناطق العالم المشهورة في تلك الأوقات، خاصة بين كلٍّ من العراق، وفلسطين، ومصر، والجزيرة العربية.
دفن الخليل إبراهيم -عليه السلام- في مغارة بني فوقها فيما بعد المسجد الإبراهيمي، ثاني أقدس المساجد في فلسطين، ويقع المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل في فلسطين، وقد تسمّت هذه المدينة بهذا الاسم نسبةً وتيمناً برسول الله إبراهيم -عليه السلام-. يعتبر المسجد الإبراهيمي رابع أقدس المساجد في العقيدة الإسلامية بعد كلٍّ من المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى. ليس نبي الله إبراهيم -عليه السلام- وحده هو المدفون في هذه المغارة، بل دفن معه فيها أيضاً كلّاً من زوجته سارة، وابنيهما إسحاق -عليه السلام-، وحفيدهما يعقوب -عليه السلام-، وزوجتيهما أيضاً.
المسجد الإبراهيمي
يشبه المسجد الإبراهيمي في بنائه المسجد الأقصى، كما يحيط بالمسجد سور عظيم بني من الحجارة الضخمة والتي يصل طول البعض منها إلى ما يقارب سبعة أمتار تقريباً. وقد مرّ المسجد الإبراهيمي بالعديد من المراحل التاريخية المختلفة تبعاً للدولة التي كانت تحكم أرض فلسطين والمنطقة بشكل عام، فأساسات المسجد الإبراهيمي تعود في أصلها إلى عهد هيرودس الأدومي، ليبني الرومان بعد ذلك كنيسةً مكانه، وعندما جاء الفرس بعد ذلك قاموا بهدم الكنيسة كاملة. وعندما جاء المسلمون بنوا مسجداً هناك، وفي فترة الحملات الفرنجية بنيت كنيسة كاتدرائية، والتي عادت لتتحوّل بعد ذلك إلى مسجد بعد مجيء صلاح الدين الأيوبي.
المسجد الإبراهيمي المقدس اليوم يُعتبر من الأماكن التي يتصارع عليها الشعب الفلسطيني مع المحتل الإسرائيلي؛ فالمسلمون يعظّمون نبي الله إبراهيم، وكذلك اليهود، ومن هنا فإنّ الخليل وخاصّةً الحرم الإبراهيمي الشريف من مسارح الأحداث العنيفة بين الطرفين، وقد تمّ تقسيم المسجد الإبراهيمي إلى قسمين: الأول مسجد للمسلمين، والثاني كنيسة لليهود، وقد وضعت قوات الاحتلال حراسةً أمنية مشددة جداً.
ورد عن العديد من المؤمنين الأتقياء استحباب زيارة المسجد الإبراهيمي المقدس، والدعاء عنده؛ فللمسجد الإبراهيمي بركة كبيرة، وعظيمة، بل وعجيبة أيضاً، فيكفي وجود أنبياء الله وعلى رأسهم إبراهيم -عليه السلام- فيه، وقد ذكرت عدة آداب عند زيارة هذا المكان، منها ضرورة التزام الهدوء والسكينة، فعظمة المكان وجلالته لا تستلزم إحداث جلبة وضوضاء، كما يفضل الدخول بالرجل اليمنى، ومن ثمّ صلاة ركعتين تحيّةً للمسجد، ومن ثمّ الدخول على نبي الله إبراهيم واستقباله من أيّ ناحية كانت والسلام عليه وعلى نبينا -صلى الله عليه وسلم-.