أول صحيفة أو جريدة صادرة في الدول العربية ، كانت مصر السباقة في إصدارها ، وهي صحيفة "الوقائع" المصرية ، وتعتبر أول صحيفة باللغة العربية ، إلى جانب هذا كانت تصدر باللغة التركيّة، قام والي مصر "محمد علي" عام 1828م ، بتأسيس أول صحيفة عربية ، أطلق عليها "الوقائع المصريّة" ، صدر أول عدد لهذه الصحيفة في الثالث من ديسمبر لعام 1828م ، وكانت توزع على فئات محددة من الناس هناك وهم (ضياط الجيش ، وطلاب البعثات ، وموظفي الدولة) .
بعد ذلك التاريخ قام "رفاعة الطهطاوي" بجعل المادة الرئيسية هي الأخبار المصرية بدلاً من التركية ، وقام في العام 1842م بتطوير الصحيفة من حيث الأسلوب والشكل والمضمون ، ويعتبر أول من أحيا المقال السياسي عبر افتتاحية صحيفة الوقائع ، وفي عهده أصبحت للصحيفة محررون كتاب ، الأمر الذي أثار حفيظة رجالات الدولة وكبارها في مصر ، وكان هذا سبب نفي رفاعة الطهطاوي الى السودان .
توقفت الصحيفة عن الصدور من عام 1854م إلى عام 1863م ، في عهد الخديوي "سعيد باشا" ، وفي عام 1882م ، تحولت صحيفة الوقائع من صحيفة حكوميّة إلى صحيفة ناطقة باسم الشعب المصري ، وذلك إبان الإحتلال البريطاني على مصر ، وتم هذا التحول على يد الشيخ "محمد عبده" ، فقد تولى في العام 1880م مهمة إصلاح صحيفة الوقائع المصرية بأمر من رياض باشا .
استمر الشيخ محمد عبده بالعمل في الصحيفة لمدة ثمانية عشر شهراً ، حيث حقق نجاحا في تلك الفترة بتحويل الصحيفة إلى منبراً للإصلاح والدعوة ، والإهتمام بالتعليم . وتعتبر صحيفة الوقائع المصرية من أهم وأقدم الصحف الصادرة في مصر ، بل في الشرق الأوسط بشكلٍ عام ، عدا أنها الأولى الناطقة باللغة العربية ، وما يميز هذه الصحيفة بأنها احتضنت عدد كبير من رواد النهضة والحركة الفكرية الكبار ، والذين عملوا في مجال التحرير والتطوير لأول الصحف العربية على الإطلاق، ولا تزال صحيفة الوقائع تصدر حتى يومنا هذا باعتبار أنها (الجريدة الرسميّة للحكومة المصريّة) .
ومن الذين قاموا بالعمل وتطوير الجريدة لبقاء إستمراريتها ، بالإضافة إلى رفاعة الطهطاوي ومحمد عبده ، فقد عمل فيها فارس الشدياق ، و عبد الرحمن رشدي ، أحمد خيري ، أحمد عبد الرحيم ، علي جودت ، عبد الكريم سلمان ، سعد باشا زغلول و إبراهيم الهلباوي .