من التضاريس الموجودة على الأرض وجود اليابسة والماء ومن الأمور المعتبرة في وجود التضاريس الأنهار والوديان التي تجري على سطح الأرض، ولاستغلال تلك المياة الجارية على الأرض والانتفاع منها قام البشر بصناعة أفكار هندسية بدائية تعمل على حجز الماء بداية باستخدام الطين لاستخدامها في شؤون الزراعة والحاجات اليومية، ثم تعاظمت فكرة بناء السدود والذي جعلهم يتمكنون من الاستفادة منه عن طريق توليد الطاقة الكهربائية التي تنتج عن بطريق حركات المولدات وسقوط المياه وحركتها والاستفادة من الطاقة الحركية للمياه عن طريق التوربينات الحركية الموضوعة تحت السد، وفعليا بدأت عملية صناعة السدود تأخذ مجالا واسعة في مجالات الهندسة المدنية والتي أصبحت معالم أثرية وحضارية للبلدان عوضا عن فائدتها الكبيرة في تقديم الخدمات المتعلقة بحفظ الماء للوطن وتوفير احتياجاته من الماء وكذلك تزويده بالكهرباء، فبدأت الدول بالمبارزة والسعي للوصول إلى ذلك الكم الكبير من الحشد والمناصرة للحصول على سدود خاصة بها وخصوصا تلك الدول التي تحتوي على مصادر قوية للمياه الجارية كنهر أو وادي أو أمر من هذا القبيل.
فعليا لم يختلف هذا الأمر في المملكة الهاشمية الأردنية فقد سعوا لوضع القاعدة لبناء سد خاص بهم أيضا أسموه سد الملك طلال وهو عبارة عن سد من أكبر سدود المملكة الثمانية ويخزن في جوفه 86 مليون متر مكعب من الماء يتم اطلاقها بالتدريج حال وصوله إلى حالة الامتلاء خلف السد للحفاظ على مستوى الماء والطاقة في المملكة، وهذا السد يعمل بمؤازرة السدود الأخرى على سد الحاجة التخزينية من المياه داخل المملكة وأيضا مساعدة الأردنيين على الحصول على الماء المعالج الذي يتم بتحويل جزء من تلك المياه إلى محطات معالجة وتحلية يتم تزويدها فيما بعد للاستعمال البشري بالانتهاء والتخلص من الاضرار والمركبات الضارة الموجودة داخل المياه، وهذا دفع مهندسي الماء داخل المملكة إلى مراقبة جميع السدود في المملكة وخصوصا سد الملك طلال ورفع مستوى بعض السدود ليزداد الحجم والسعة التخزينية للسد بشكل أو بآخر.
من المهام الأساسية التي يقوم بها السد حفظ المياه وكذلك حفظ المحاصيل الزراعية من ضرر الفيضان الذي من الممكن أن يعمل على اجتياح المحاصيل الزراعية وتدميرها بشكل أو بآخر، وهذا يجعل مهمة الحصول على الماء منه عملية إضافية تتضمن حماية الناس والزراعة منه أيضا، وهذا يملك عيبا يجعل من الجريان غير قادر على تزويد المملكة بالمواد العضوية الفيضية التي تتحصل عند فيضان النهر وبالتالي زيادة خصوبة التربة، ويعمل المهندسون على الحصول على تلك المواد من السعة التخزينية واعطائها للمزارعين أو لوزارة الزراعة لتعمل على تزويد الأراضي الزراعية بها ليحدث التوازن بين حفظ المياه والزراعة وحفظ التربة وإبقاءها مؤهلة على الدوام لاحتواء الزراعة وتقديم الخدمات والمنتجات الزراعية للمملكة، إضافة إلى تنقية السد من العوالق ليبقى يعمل على كفاءته المعهودة.