لا يمكن أن نعتبر فن الإتيكيت بذخاً أو شيئاً لطبقة معينة من الناس حيث إن هذه الصورة هي التي تنطبع في أذهان الناس بمجرد سماعهم بهذا المصطلح. ولكن وعلى اختلاف السائد فالإتيكيت هو فن من الفنون التي يجب على كل الناس ان يتحلوا بها وأن يطبقوها، لأن هذا الفن يعمل على زيادة نسبة المودة بين الناس، فهو أساساً مفهوم وتعريف ومعنى معني بزيادة احترام النفس أولاً وزيادة احترام الآخرين وحسن التعامل مع مختلف أصناف الناس، والإتيكيت كلمة فرنسية والمقصود بها اللباقة وحسن التعامل مع مختلف الامور ومختلف المواقف من حولنا، ومن هنا، نرى ويتضح لنا أن الإتيكيت تعرف ما هو إلا أسلوب حياة، تطبق فيه القواعد المرعية في المجتمع والتي تدل على الاحترام المتبادل بين الناس، وفي ثقافتنا العربية هناك ما يعرف بمفهوم وتعريف ومعنى الذوق العام وآداب السلوك واللياقة كل هذه المصطلحات تشير إلى أن الإتيكيت ليس من ابتداع الثقافة الفرنسية وحدها، بل يشير إلى أنه موجود أيضاً في كافة الثقافات الأخرى ولكن كل بطريقته وعاداته، فما يكون مقبولا في الثقافة الصينية قد يكون مقبولاً عندنا ولكنه ليس مقبولا عن الفرنسيين، ومن هنا فإن اختلاف هذه الأمور منوط باختلاف الثقافة. وخلاصة القول أن الإتيكيت أو الذوق العام مرجعيته الثقافة السائدة أو الثقافة الإنسانية المشتركة بين كل الناس على اختلاف تصنيفاتهم وليس عادات شعب معين.
أما عن طريقة تعلم هذا الفن فربما يلجأ البعض إلى المختصين في هذا المجال، وهذا شيء حين ومقبول، فهم يكونون على اطلاع ومعرفة بما يزعج الإنسان بالعادة وبالأمور التي تترك انطباعاً جيداً عند الناس والأمور التي من شأنها أن تسبب الاحتقانات خصوصاً إن كان لتصرف أو قول معينين معنى إيجابي في ثقافة وكان لنفس التصرف أو نفس القول معنى سلبي وقبيح في ثقافة أخرى، حيث يجب دراسة الثقافة التي نحن مقبلون على التعامل معها قبل فعل الأخطاء التي لا تحمد عاقبتها. كما ويمكن الاستعانة أيضاً بعلم النفس لدراسة الإتيكيت وطريقة التعامل، حيث يعطينا علم النفس الأمور التي تستقبحها النفس والأمور التي تحبها عن طريق تحليل عميق للنفس البشرية.
ومن الضروري أيضاً تعلم عادات الشعوب في طريقة تعاملهم مع المرأة، حيث تختلف هذه الأمور من بلد إلى آخر فللمرأة تحديداً خصوصية عند كل شعوب الأرض لهذا توجب احترامها ومعاملتها بالطريقة التي تسعدها وتريحها. وتعلم عادات الشعوب إجمالاً والتعامل مع الناس على أساس ثقافاتهم وخلفياتهم يضفي قبولاً وارتياحاً لدى من نتعامل معهم، حيث أننا لن نشعرهم بأنهم مخلوقات من عالم آخر، بل إننا نظهر الاحترام لهم ولعاداتهم.