القلقلة
يدرك المسلمون أهمية وفائدة القرآن الكريم وعظمته، لذلك فهم يهتمون على الدوام بقراءته وحفظه وفهمه، استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى، وتنفيذا لما دعا إليه الرسول -عليه السلام- من وجوب الاهتمام بالقرآن، والعمل بما جاء فيه، كما يستحب الإكثار من تلاوة القرآن لما له من أجر عظيم عند الله تعالى، ففي كل حرف يقرأ يكون ثوابه عند الله عشر حسنات.
إضافة إلى فضل تدارسه بالمساجد والبيوت بشكل جماعي، حيث تنزل السكينة على من يفعل ذلك، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وما اجتمع قوم في بيت من بيوت لله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده".
وقد وردت العديد من النصوص القرآنية والسنة النبوية مبينة فضل ووجوب ترتيل القرآن الكريم وتلاوته، كقوله تعالى: "ورتل القرآن ترتيلا"، وإن الترتيل يعني قراءة القرآن بتأن وفق أحكام التجويد، وحكمه في الإسلام هو الوجوب، وهناك الكثير من أحكام التجويد التي على قراء القرآن فهمها وتطبيقها أثناء التلاوة، ولعل القلقلة هي واحدة من هذه الأحكام التي سنتحدث عنها في مقالنا هذا من حيث؛ تعريفها، وأنواعها، وحروفها وأقوى هذه الحروف.
تعرف القلقلة على أنها اهتزاز واضطراب عند نطق حرف القلقة إذا ما كان ساكنا نتيجة للسكون الأصلي أو للسكون العارض عند الوقف، وتكون القلقلة إما وسط الكلمة أو في آخرها.
حروف القلقة
حروف القلقة خمسة هي: القاف، والطاء، والباء، والجيم، والدال، وتسهيلا للحفظ فإنها تجمع في قولنا: (قطب جد)، ويعد حرف الطاء هو أقوى الحروف قلقلة؛ وذلك كونه يتصف بخمس صفات قوية تتمثل بالتالي: الاستعلاء، والشدة والجهر والإطباق والقلقلة.
في حين يعد حرق القاف هو أوسطها من حيث القوة لأنه يتصف بالصفات التالية: الاستعلاء والشدة والجهر والقلقة، طريقة ضعيفة هي الانفتاح، أما أدنى الحروف قوة فهما الحروف الثلاثة المتبقية، أي: الباء والدال والجيم، حيث تتصف بثلاث صفات قوية وهي: الشدة والجهر والقلقة، وصفتان ضعيفتان هما الانفتاح والاستفال.
أنواع القلقلة
للقلقلة نوعان هما:
- قلقلة كبرى: وهي التي تكون إذا ما تم الوقف في آخر الكلمة على حرف القلقة، مثل: الحج، محيط، بهيج.
- قلقلة صغرى: وهي التي تكون إذا ما جاء حرف القلقلة: ساكنا وسط الكلمة كقولنا: (اقتتلوا، قبل)، أو إذا جاء حرف القلقلة آخر الكلمة ولم نقف عليه، كقولنا: (لقد جئت، لم يلد ولم يولد).