الفصام أو الشيزوفيريا هو مرض نفسي معقد، يتصف المريض فيه باضطراب في التفكير مما يؤدي إلى خلق عالم من الأوهام يعيش فيه المريض ويصدقه وينسحب من الواقع إليه...إنه باختصار (الإنفصام عن الواقع إلى عالم مُتَخيل).
لقد كان الفصام لسنين طويلة مصدر خصب لمخيلة صانعي الأفلام، وعلى قدر ما يبدو لنا هذا المرض ضرباً من الخيال عندما نشاهده في الخلفية السنمائية فإنه حقيقي تماماً ويعاني منه 0.5 % من سكان العالم الواقعي..
إن السبب الحقيقي لهذا المرض غير معروف حتى الآن لكن الوراثة تلعب دورا كبيرا فيه، هذا بالإضافة إلى العوامل النفسية، وبعض العوامل الأخرى مثل اصابات الرأس واستخدام بعض العقاقير.
من أهم الأعراض التي تظهر على مريض الفصام الهلوسة وقد تكون سمعية أو بصرية أو حتى شمية، ذلك يعني أن المريض يرى أشياء أو أشخاص وقد يكلمهم ويعيش معهم حياة كاملة مع أنه لا وجود لهم سوى في عقله!
ومن الأعراض أيضا الابتعاد عن الناس والعزلة الاجتماعية واهمال النظافة الشخصية، كما وتشمل حركات غريبة وكلام غير مفهوم وتعريف ومعنى والعدوانية وغيرها من الأعراض التي تنتج عن عدم تقبل المريض للواقع. بناء على الأعراض و بشكل أكثر دقة يقوم الطبيب بتصنيف المرض إلى أحد الأنواع الرئيسية للفصام وهي:
فصام المطاردة: حيث يشعر المريض أنه مطارد وأن هناك من يلحق به ويحاول النيل منه.
فصام غير منتظم:يعاني مرضى هذا النوع من الفصام من ارتباك عام في جميع مجالات حياتهم بدءأً بطريقتهم بالكلام، مرورا بتعاملهم مع الآخرين وصولا إلى أبسط أمور حياتهم مثل تناول الطعام أو الاستحمام.
فصام جامودي:يتميز هذا النوع بقلة الحركة أو انعدامها وعدم الاستجابة للمؤثرات الخارجية، حتى يصل في بعض الأحيان إلى التحجر والجمود التام لذا سمي: الفصام التخشبي
وبالرغم من تعقيد أعراض المرض وتداخلها إلا أن العلاج و دواء ممكن ويحتاج فقط إلى القليل من الصبر والالتزام من المريض وعائلته.. فما يقارب 25% من المرضى يشفون تماماً من مرضهم، والأمل موجود لمن يملك الإصرار..
قد يبدي المريض في البداية بعض المقاومة للعلاج، ولا يعترف بمرضه، بل قد يتهم كل من يحاول مساعدته بالتواطئ في مؤامرة ضده، ولكن مصلحة المريض تقضي بأن يبدأ العلاج و دواء حتى لو بالاجبار في بعض الأحيان.
يشمل علاج و دواء المريض عدة محاور تساعد معا في الشفاء التام بإذن الله، ولا يغني أحدها عن الآخر، فكلها لبنات في بناء العلاج و دواء الكامل، وهذه اللبنات هي:
العلاج و دواء الدوائي:يشمل على عدة أدوية تعمل على التخفيف وانقاص من الهلوسات، وتقليل الأعراض بشكل عام
العلاج و دواء النفسي:يشمل على جلسات حوارية بين المريض والطبيب يشرح فيها الطبيب المرض ويبين طرق وخطوات العلاج و دواء ويساعد المريض على تخطي مشاكله ومعالجتها بطريقة سليمة.
كما يشمل على طرق وخطوات لدمج المريض في المجتمع واعادته إلى أرض الواقع، بالاضافة إلى الحوار مع أفراد العائلة وشرح طرق ووسائل التعامل مع مريض الفصام ومساعدته على العودة إلى الحياة الطبيعية.
علاجات أخرى:في حالات أكثر تطورا قد يحتاج الطبيب إلى استخدام الصدمة الكهربائية -وهي طريقة فعالة وغير مؤذية- أو الالتجاء إلى جراحة الدماغ.
وفي النهاية فإن الدور الأهم في العلاج و دواء تلعبه الأسرة والأصدقاء والمقربين من المريض، وقد تتسائل ماذا يمكنني أن أفعل لقريبي المريض؟
وهنا بعض النصائح التي قد تساعدك لدعم المريض والوقوف بجانبه:
) أولاً عليك باللجوء إلى الجهات المختصة لمعالجة المريض وتشجيع المريض على تلقي العلاج
)التأكد من أخذ المريض لأدويته بشكل منتظم
)التعاون مع المريض المعالج في الخطة العلاجية
)مراعاة مشاعر المريض وعدم الاستهزاء بتخيلاته
) التكلم مع المريض بشفافية واحترام وجهة نظره
) عدم لوم المريض أو نبذه بسبب مرضه
) ادماج المريض بالحياة اليومية الطبيعية قدر الامكان
) النعرف على مرض الفصام بصورة شاملة من خلال سؤال الأطباء والقراءة