لا يمكن لأي إنسان أن لا يتسلل الهم والحزن على قلبه في إحدى لحظات أو مراحل حياته، فقد تكونهذه الأمور طارئة على حياة الإنسان وقد تتخذ الطابع المستمر في حياة الإنسان، إذ ان الهم والحزن في نفس الإنسان هما من أشد الأمور خطراً في حال استفحلا واستقرا في قلب الإنسان، واتخذا الصفة الدائمة لهما، حيث انهما قد يسببان الأمراض النفسية الكبيرة والخطيرة كالاكتئاب وما إلى ذلك. لهذا يتوجب أن يعمل الإنسان جاهداً وبكل ما أوتي من قوة على أن يتخلص منهما بدلاً من أن يسود حياته بهما. وقد يمتد تأثير ونتائج الهم والغم والحزن ليشمل البيئة المحيطة بالإنسان وليشمل كافة الأفراد من حوله، مما يبعث على الكآبة عند الناس ويضعهم في أجواء تدعو للاشمئزاز الشديد والسلبية، بسبب تأثير ونتائج شخص واحد، فالإنسان عليه ان يختار بين أن يكون مصدراً للفرح والسعادة بين الناس وبين أن يكون مصدراً للسوداوية والكآبة وما إلى ذلك.
من أبرز الطرق ووسائل التي يمكن للإنسان بها أن يبعد الغم والحزن عن نفسه، هي ان يتذكر شيئاً جميلاً واحداً يمكن له أن يقعله في المستقبل، فهذا الأمر يبعث الأمل والتفاؤل في النفس، إذ يجب على الإنسان أن ينتزع الفرح من أسوا الأوقات وأحلكها ظلمة، فعلى سبيل المثال من أصيب بالكآبة والملل في أثناء عمله، فليجرب التفكير فيما سيفعله عندما يعود إلى البيت من أنشطة يحبها وتنتظره عندها سيتخلص سريعاً من حالة الهم والممل التي تسيطر عليه. كما ويتوجب على الإنسان أن يكون إيجابياً في حياته، والإيجابية مفهوم وتعريف ومعنى نسبي، فالبعض يكونون إيجابيين في سوداويتهم، فمثلاً لا يمكن وصف الكتاب الذين مروا بتجارب قاسية في حياتهم وعكسوا هذه التجارب على ما أنتجوه من أدب سواء كان شعراً أو رواية أم قصة قصيرة أنهم من الأشخاص السلبيين بمجرد قراءتنا لما كتبوه ولما أنتجوه من أعمال ناجحة عكست واقع ما مروا فيه وما شعروا به، فلو نظرنا إلى الأمر من زاوية أخرى سنجد انهم كانوا من أكثر الناس إيجابية إذ أنهم رغم الظروف الصعبة ورغم الحزن الذي يعتصر قلوبهم وربما الحقد الذي يمتلئ في نفوسهم والأفكار السوداوية السلبية التي تعبث بعقولهم فقد أنتجوا أدباً رائعاً رغم كل ما مروا به من ظروف، والمفارقة أنهم ومع تفوقهم الأدبي فإنهم لا يعتقدون أنهم إيجابيون وأنهم قد زينوا الحياة ولونوه بتراثهم وأدبهم وقد يؤدي بهم هذا الشعور إلى الانتحار. وأخيراص فإن لممارسة الهوايات التي يحبها الإنسان إضافة إلى مجالسة الناس والاستمتاع بالفنون أثر كبير في إزالة الهم والحزن عن القلب.