لا بدّ أنّ كل واحد من الناس مر ّيوماً بالهمّ والاغتمام لأجل حدث معيّن، وسبب هذا الهمّ متنوع وليس محصوراً في شيء واحد فقط، فهناك الهمّ بسبب موت أحد المقربين إلينا، وهناك الهمّ بسبب فشلنا في تحقيق أمر معين من الأمور وغيرهما العديد من الأسباب، ولهذا فإن الناس يسعون وبكل ما آتاهم الله من قوة إلى أن يغيروا من نفسياتهم ويتخلصوا من هذه الأمر الكريه الذي سيبعث في نفس الإنسان أجواء الكآبة والحزن، مما سيعمل على تثبيط عزيمته وهمته وسعيه وراء مجده الشخصي. ومن هنا فإن محاولة الانتهاء والتخلص من الهموم لهو أمر هام جداً لما سيدخله من فرح وراحة وسرور وهدوء وهو الأمر الأهم على نفسيّة الإنسان الذي عانى ربما من حدث جلل في حياته أثر فيه وتركة ندبة ربما لا تمحى ولكنه يسعى إلى التعايش معها والتغلب عليها حتى تستمر حياته بهدوء وسلام وسكينة ومودة.
طرق ووسائل الانتهاء والتخلص من الهموم:
تتنوّع طرق ووسائل الانتهاء والتخلص من الهموم ويمكن للإنسان اتباع واحدة منها أو اثنتان أو كل هذه الطرق ووسائل إلّا أنّ الإنسان المهموم يجب عليه أن يعلم جيداً أنّ الانتهاء والتخلص من الهمّ والغمّ بيده هو لا بيد غيره من الناس، وأن أحداً لن يستطيع مهما حاول أن يزيل الهمّ من قلب الإنسان إذا ما كانت هناك إرادة صادقة من الشخص نفسه في ذلك، إذ أنّ البعض من الناس قد رضوا بالهمّ وتعايشوا معه لدرجة أصبحت فيها الهمّ جزءاً من شخصياتهم.
- للتخلص من الهمّ نهائياً، وإذا كان هناك سبب واضح جداً هو الذي سبب هذا الهمّ عند الفرد، وإذا كان السبب هو مشكلة ما حصلت لهذا المهموم، فإنه يتوجب وقبل كل شيء أن يحاول وبكل جهده على حل هذه المشكلة، فحل المشكلة هو جزء هام جداً من الانتهاء والتخلص من الهموم.
- يمكن للإنسان المهموم أن يستعين بمن يثق بهم من الناس ويفضي إليهم بما في داخله من هموم عله يجد الحل عنده أو عله يجد ما يعزيه لديه.
- يمكن لممارسة نشاط ما يهواه القلب ويحبه أن يكون له أثر كبير جداً في الانتهاء والتخلص من الهموم، لأن ذلك سيشغل الإنسان عن التفكير الكثير وإرهاق النفس بهذا الحمل القيل.
- السفر والتنقل ورؤية الأماكن الأخرى وتغيير مكان الإقامة والعادات اليومية ربما أيضاً تساعد وبشكل كبير جداً في عملية الانتهاء والتخلص من الهموم، فربما يكون سبب هذا الهمّ هو مكان الإقامة نفسه.