الخلافة والدولة الإسلامية
يعرف نظام الحكم في الدين الإسلامي بالخلافة الإسلامية، ويقوم على أساس وجود حاكم مسلم يحكم الناس وفق الشريعة الإسلامية، وتعتبر الدولة الإسلامية جنسية المسلمين ورمز وحدة الأمة والمسؤولة عن تصريف شؤونها الدينية والدنيوية، وترمز كلمة الخلافة لمن يخلف أو يأتي بعد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ويستخدم المنهج والفكر الإسلاميين في حكمه، ويعتبر تطبيق أحكام الدين الإسلامي من خلال الجهاد والدعوة الغاية الرئيسية للخلافة، كما أن الاستخلاف في الأرض وعمارتها من أبرز الأهداف التي خلق الله الإنسان من أجلها.
الخلافة في القرآن والسنة
قد جاءت الكثير من الأدلة في القرآن والتي تؤكد على الخلافة وأهميتها، نذكر منها:
- ما جاء في سورة النور، فقد قال تعالى " وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم" إلى نهاية الآية.
- ما جاء في سورة البقرة، فقال سبحانه "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون" .
- ما جاء في سورة ص، فقال تعالى " يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب".
- الحديث الشريف الذي روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول فيه "ثم تكون خلافة على منهاج النبوة".
الخلفاء بعد الرسول
كان عدد الخلفاء الذين جاؤوا بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أربعة خلفاء في الخلافة التي وصفت بالراشدة، هم :
- أبو بكر الصديق: وهو الخليفة الأول بعد وفاة الرسول مباشرة عن طريق البيعة، وقد كان السبب في اختياره خليفة أنه كان أقرب الناس للرسول، واستمرت خلافته لمدة عامين، وكانت حروب الردة أهم إنجازاته فيها.
- عمر بن الخطاب: وهو ثاني الخلفاء، وكان أبو بكر قد اقترح على المسلمين أن يكون هو الخليفة من بعده، وقد كانت له عدة إنجازات من ضمنها فتح بيت المقدس، ودامت فترة خلافته مدة عشرة سنوات.
- عثمان بن عفان: وهو ثالث الخلفاء، وقد تم اختياره من ضمن ستة أشخاص أوصى بهم عمر بن الخطاب، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام راضيا عنهم، فتشاور المسلمون فيما بينهم حتى اختاروه، وقد استمرت خلافته لمدة اثنتي عشرة سنة.
- علي بن أبي طالب: هو رابع الخلفاء الراشدين، وقد امتدت خلافته لمدة خمس سنوات حتى قتل، ثم انتهت الخلافة الراشدة بمقتله وبدأت الخلافتين الأموية والعباسية.
سقوط الخلافة
تم التصويت في البرلمان التركي على أن تلغى الخلافة الإسلامية في الثالث من شهر آذار عام 1924، وقد أعلن مصطفى كمال أتاتورك في الوقت ذاته قيام الجمهورية التركية، وبذلك هدم آخر ما تبقى من زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، وكل ما حارب من أجله، وأدى إلى تعاظم قوة الدولة التي عرفت بالإسلامية آنذاك حتى إلغاء الخلافة.
حركات تدعو لإعادة الخلافة
تكثر حاليا العديد من الجهات التي تنادي بإعادة الخلافة الإسلامية والحكم وفق التشريع الإسلامي، وعالميا يعد حزب التحرير والإخوان المسلمون من أبرز الحركات التي تدعو للخلافة والاحتكام إلى أمر الله وإقامة الدولة الإسلامية، أما إقليميا فتعد حركتا الجهاد الإسلامي وحركة المقاومة الإسلامية حماس في فلسطين من الدعاة للخلافة.