معنى الخلافة
جاء لفظ الخليفة في القرآن الكريم عندما أراد الله سبحانه وتعالى أن يجعل في الأرض بشرًا يخلف بعضهم البعض، قال تعالى (وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة)؛ فالخلافة في معناها اللّغوي تأتي من فعل خلف أي تعاقب وتبع بعضه بعضًا في أمر مُعيّن، فيقال خلف الابن أبيه في حكم البلاد معناه جاء بعده وأعقبه في هذا الأمر.
الخلافة اصطلاحًا تعني وجود خليفةٍ في الأرض يحكم بين النّاس وفق نظام سياسي، ويتعاقب على هذا الحكم عدّة أشخاص يكونون مؤهّلين لذلك، قال تعالى مخاطبا نبيّ الله داود عليه السّلام ( يا داود إنّا جعلناك خليفةً في الأرض فاحكم بين النّاس بالحقّ ولا تتبّع الهوى فيضلّك عن سبيل الله، إنّ الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذابٌ شديدٌ بما نسوا يوم الحساب).
أول خلافة على الأرض
كان سيّدنا آدم عليه السّلام أوّل خليفةٍ على الأرض، ثمّ جاءت من بعده ذرّيته وتعاقبت الأجيال من بعده كلّ حضارةٍ ومجتمع يتّخذ له حاكم يسوسه ويقوده، وإنّ الخلافة بمعناها الشّرعي لا تطلق إلاّ على الحاكم المسلم الذي يقوم بتطبيق شرع الله تعالى على النّاس وفق أسس العدالة والمساواة ويحفظ حدود الله تعالى، ويقيم الشّعائر الإسلاميّة من صلاةٍ وصيام وحج.
نشأة الخلافة الإسلامية
نشأت الخلافة الإسلاميّة أوّل ما نشأت عندما توفّي النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام؛ فاختلف المسلمون من بعده فيمن سيخلفه في حكم المسلمين، وقد كانت سبب الاختلاف بين المسلمين أنّ النّبي الكريم لم ينص على رجلٍ معيّن ليتولّى الخلافة من بعده، وقد شهدت سقيفة بني ساعدة في المدينة المنوّرة أوّل سجالاتٍ سياسيّة بين معسكر الأنصار والمهاجرين في موضوع الخلافة ومن هو أحقّ بها من المسلمين.
وقد استقر رأي المسلمين بالاتفاق على أنّ المهاجرين هم أولى بالخلافة، وقد اجتمعوا على شخص الصّحابي الجليل أبي بكر الصّديق رضي الله عنه ليكون خليفة للمسلمين، وقد أعقبه في الحكم عمر بن الخطّاب ثمّ عثمان بن عفان ثمّ علي ابن أبي طالب رضي الله عنهم وسُمّيت تلك الخلافة بالخلافة الرّاشدة لأنّها كانت على منهاج النبوّة.
نهاية الخلافة الإسلامية وترقب عودتها
بعد الخلافة الرّاشدة جاءت الخلافة الأمويّة ثمّ الخلافة العباسيّة، ثمّ انقسمت الدّولة فجاءت الخلافة العثمانيّة؛ حيث كانت آخر خلافة إسلاميّة تحكم بشرع الله سبحانه، وكان الخليفة فيها مرجعًا للمسلمين، وقد كانت نهايتها سنة 1923 ميلادي عندما أعلن مصطفى كمال أتاتورك إسقاطها وطرد الخليفة وإعلان الجمهورية التّركيّة؛ فالمسلمون الآن في انتظار قيام الخلافة الإسلاميّة التي تنبّأ بعودتها النّبي عليه الصّلاة والسّلام وأنّها ستكون على منهاج النبوّة.