مقدمة
تغيّرت حياتنا في الآونة الأخيرة، وأصبحت اهتماماتنا غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا، وملنا في تعاملاتنا إلى تقليد الغرب في كل الأمور التي يقومون بها، حتى أصبح لدينا هاجس كبير في التعامل مع أنفسنا بنفس الطريقة التي يتعاملون بها، وفي ذلك ليس بالأمر السيّىء على الإطلاق، فهناك لا تزال العديد من الأمور التي استفدنا منها على الجانب الإنساني، ومن أهمها بعض الاختراعات التي قدّمها لنا الغرب على طبق من فضة، واستفدنا بها في حياتنا بصفة عامة، ومن أبرز الأمور التي أصبحت في حياتنا بشكل كامل، وسيطرت عليها سيطرة غريبة كانت العلوم الغربية التي انتشرت في حياتنا الإسلامية، حتّى ظننّا أنّها منا، وكان من أهمها علم الأبراج، هذا العلم الذي وحد جميع العالم ونادى بأهميته العديد من كبار علماء الغرب، فأصبحت حياتنا متوقفة عليه، وإن أردنا أن نقوم بأي شيء فما علينا إلّا استشارة علم الأبراج علها تدلّنا على الخيار الصحيح.
برج الجوزاء
وحديثنا اليوم سيدور عن أحد الأبراج التي تحدّثنا عنها سابقاً، وهو برج الجوزاء، ومن المعروف أنّ برج الجوزاء أحد الأبراج الهوائية، ويكون في نصف السنة أي لا في مقدمتها ولا في آخرها، ومواليد برج الجوزاء يتمتّعون بصفات محددة، تميل في الغالب إلى اعتبارها صفات هوائية كالبرج الذي تندرج تحته.
صفات برج الجوزاء
يميل مولود برج الجوزاء الأنثى أو الذكر على حد سواء إلى اعتبار الحياة أمراً صعباً، ويعيشون في حياتهم وهم يشعرون أنهم مظلومين ممن حولهم، وينادون دوماً بضرورة العدل والمساواة على الرغم أنهم يعيشون حياة طبيعية، فيميل مولود برج الجوزاء إلى الشعور بالتعب والإرهاق، وهو من المفترض أن يكون في قمة نشاطه، يميل في الغالب إلى عدم تقبل آراء الآخرين، ويحاول بكل الطرق ووسائل أن يكون الزعيم في كل جلسة هو فيها، وفي مقدمة أي حدث تجده يشعر بالظلم، وينادي بضرورة رفع الظلم عنه وعمن حوله، وفي الغالب يكون هو المخطئ بحق من حوله.
مولود برج الجوزاء هو مولود متقلب المزاج، لا يعجبه شيء، قد تجده فرحا الآن، وبعد خمس دقائق قد تجده وحيداً يدعي الكآبة والبكاء في أغلب الأوقات، يرفض أن يكون إنساناً طبيعياً، ويحاول أن يخلق لنفسه واقعاً غير حقيقياً، وينسج لنفسه أفكاراً لا تكون إلا في عقله هو، ولا يهتم مولود برج الجوزاء إلّا لنفسه، ويحاول أن يكون في كل شيء على قدر كبير من العقل والمنطقية وهو لا يمت لذلك بصلة؛ لأن الذي يتحكم به أعصابه وليس عقله في غالب الأمر.
أشهر مواليد برج الجوزاء
وعند الحديث عن الأبراج فلا بدّ أن نعلم أن الفنانين أنفسهم يتابعون الأبراج، ويتعاملون معها على أنّها شيء مقدس بالنسبة لهم، فهناك من يجلس في بيته إن أخبره البرج أن مصيبة ما ستحدث له هذا اليوم لو خرج من المنزل، وهناك من يتفاءل لمجرد أن نبهه البرج إلى حدث جيد قد يصيبه اليوم، وعلى الرغم أن هذه الأشياء لا تحدث في الغالب إلّا أن تأثيرها يبقى حتى نهاية اليوم، ولربما ليوم آخر، ومن أشهر الفنانين الذين اندرجوا تحت برج الجوزاء الفنانة السورية أسمهان، والفنان المصري أحمد مكي، والفنانة الأجنبية أنجلينا جولي، والكثير من الفنانين الآخرين، ويعتقد هؤلاء أنهم يتمتعون بنفس الصفات، فهم لا يجمعهم شيء سوى أنّهم ولدوا في محور تاريخ معين.
علم الأبراج
أمّا علم الأبراج بشكلٍ عام فهو أحد علوم الفلك التي اعتبرت من العلوم الحديثة والتي من شأنها أن تقلب الحياة رأساً على عقب، فقد شوهدت في العام المنصرم العديد من حالات الاكتئاب والانتحار بسبب الأبراج، فمن يعتقد أن هناك مصيبة تنتظره فيصاب بالمرض المزمن أو يشعر بأن حياته انتهت فيقدم على انهائها بنفسه، وفي الحقيقة فإن هذا العلم لا فائدة منه على الإطلاق، ولا يقدم ولا يؤخّر في حياة الإنسان، ولا يمكن أن نقارنه بعلم الفيزياء مثلاً أو الأحياء أو غيرها، فهو علم مستحدث لا مستقبل له، وإنّما يعتمد بشكلٍ أساسي على فضولية النفس البشرية وحبّها في اكتشاف الحاضر والمستقبل قبل وقوعه.
علماء علم الأبراج
وهناك العديد من الأشخاص الذين لهم باع طويل في مجال علم الأبراج، وحتى أن هناك من لديه بعض المواقع الخاصة على شبكات الانترنت، وشبكات التواصل الاجتماعي، وهناك من يقدم برامج تلفزيونية ينادي بها بأنه قادر على تفسير الأحلام، أو معرفة الطالع أو المستقبل، والتنبؤ بالوضع الحالي والمستقبلي لكل من يحاول التواصل معهم، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن أكثر الأسماء التي شهدناها خلال العام المنصرم والعام الحالي كانت عالمة علم الأبراج نيفين أبو شالة، بالإضافة إلى الفلكية ماجي فرح، وفي مطلع العام ألفين وخمسة عشر فقد قدمت ماجي فرح، ويقال أنّها دكتورة في علم الفلكيات برنامجاً كاملاً عن الطالع والتنبؤات التي تتوقعها لهذا العام، ومن يستمع لحديثها يظن أنها تعلم الغيب، فهي تتكلم بثقة كبيرة، ومن يراها يشعر أنها على حق، ثم تناولت العديد من القضايا الاجتماعية كالزواج والطلاق والأموال وغيرها، وبدأت بالحديث بشكل مفصل ومدى تأثر كل برج بالأوضاع الحالية التي تحدث في العالم المحيط، ودورها في العام الحالي ومدى قدرتها على التغيير سواء بالإيجابية أو السلبية، ومن هنا لا بد أن نقف وقفة واحدة نندد فيها بسياسة بعض المحطات التلفزيونية التي قدمت مثل هذا البرنامج، لأنّها شجعت الملايين حول العالم إلى متابعة الأبراج، والتواصل مع هذه الفلكية ومعرفة ما يمكن أن يحدث لهم في المستقبل القريب أو البعيد.
رأي الدين الإسلامي في علم الأبراج
وكان للدين الإسلامي رأي مغاير بالنسبة لعلم الأبراج، والذي لا يعترف أنه علم بالأصل، فقد نادى الدين بضرورة الابتعاد عن هذه المعصية، التي من المفترض أنها تجر العقول البشرية إلى التفكير في أن هؤلاء الذين يكتبون عن الأبراج يعلمون في علم الغيب، وهذا أمر مرفوض اطلاقا، وفي رواية أخرى من بعض روايات العلماء التي نددت بضرورة ترك هذا العلم، فقد اعتبر الشخص الذي يداوم على مثل هذه البرامج، ويعمل على متابعتها كالشخص الذي ارتد عن دين الله، وأصبح بالتالي مثله مثل الكافر الذي يستهين بدين الله سبحانه وتعالى، كان لا بد من إيجاد حل رادع لمثل هؤلاء عبر الموعظة الحسنة في المقام الأول، ثم القصاص ممن لم يرتجع، وهناك العديد من الأشخاص حول العالم الذين اعتبروا أنّ الأبراج لا أصل لصحتها؛ لأنه بالمنطق العلمي لا يمكن لبرج يضم مليون شخص أن يشترك هؤلاء بنفس الوضع، ونفس الحظ الذي يجري عليهم جميعاً، وعليه فإن هناك فئة كبيرة تكذب هذا العلم، وتعتبره أحد فروع علم الشعوذة، وفي الدين من زار مشعوذاً وصدق كلامه فلن تقبل صلاته مدة أربعين يوماً، وهذا أمر لا يستحق ألّا تقبل صلاتنا من أجله.
وختاماً فإن هذا العلم على اختلاف مسمياته تعرف ما هو إلا أمر يجب ألا يشغل تفكيرك كإنسان، ويجب أن تكون واعياً أكثر بخطورة التفكير في مثل هذه الأمور؛ لأنها قادرة على تغيير مسار حياتك، ومن الممكن أن تدمرها دون أن تشعر، وفي ذلك أمر لا يجب السكوت عنه، ويفضل لو اتخذت الطرق وخطوات الأولى والصحيحة من أجل ردع كل من يفكر في نشر مثل هذه الثقافات في الوطن العربي، وبين جماعات المسلمين على حد سواء.