ابو ليلى المهلهل
هو المهلهل عدي بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب ، من بني ربيعة ، والملقب بالزير والمكنى بأبا ليلى . كان أحد فرسان قبيلة تغلب الذين سكنوا شمال شرق شبه الجزيرة العربية وأطراف العراق والشام ، وكان شاعراً فصيحاً وأحد أبطال العرب في الجاهلية , وكان له ابنتان هما : ليلى و عبيدة . فأما ليلى فهي أم الشاعر عمرو بن كلثوم التغلبي الذي كانت معلقته على جدار الكعبة ، وأما عبيدة فهي أم قوم يقال لهم عبيدة من جنب من منطقة مذحج . وقد قال البعض أن الزير هو خال الشاعر امرؤ القيس الكندي . وقد سمي بالمهلهل على اغلب الظن لأنه أول من هلهل الشعر ، أي رققه . عاش في شبه الجزيرة العربية إلى أن رحلت قبيلته قبيلة تغلب إلى شمال العراق والجزيرو الفراتية وديار ربيعة وعاشوا هناك ، وذلك بعد حرب البسوس .
وقيل ان اسمه سالم ، ولكن لا يعرف مصدر لهذا الاسم ، والمشهور بين علماء الأنساب أن اسمه عدي ، وقد ذكر اسمه في العديد من قصائده منها قصيدته وهو في الأسر والتي كانت سبباً غير مباشر في قتله ، والتي قال فيها :
طفلة ما ابنة المحلل بيضاء .... لعوب لذيذة في العناق
فاذهبي ما إليك غير بعيد .... لا يؤاتي العناق من في الوثاق
ضربت نحرها إلى وقالت .... يا عدياً لقد وقتك الأواقي
وقد لقبه أخوه كليب بالزير ، وكانت عنه ملحمة الزير سالم ، وقد كتب شعراً كثيراً نعى في أغلبه أخوه كليباً .
ومن أشهر أبياته قوله :
يقول الزير أبو ليلى المهلهل .... وقلب الزير قاسي ما يلينا
وإن لان الحديد ما لان قلبي .... وقلبي من الحديد القاسيينا
تريد أمية أن أصالح .... وما تدري بما فعلوه فينا
فسبع سنين قد مرت علي .... أبيت الليل مغموماً حزينا
أبيت الليل أنعي كليباً .... أقول لعله يأتي إلينا
أتتني بناته تبكي وتنعي .... تقول اليوم صرنا حائرينا
فقد غابت عيون أخيك عنا .... وخلانا يتامى قاصرينا
وأنت اليوم يا عمي مكانه .... وليس لنا بغيرك من معينا
سللت السيف في وجه اليمامة .... وقلت لها أمام الحاضرين
وقلت لها ما تقولي .... أنا عمك حماة الخائفينا
كمثل السبع في صدمات قوم .... أقلبهم شمالاً مع يمينا
فدوسي يا يمامة فوق رأسي .... على شاشي إذا كنا نسينا
فإن دارت رحانا مع رحاهم .... طحناهم وكنا الطاحنينا
أقاتلهم على ظهر مهر .... أبو حجلان مطلق اليدينا
فشدي يا يمامة المهر شدي .... وأكسي ظهره السرج المتينا .
وقوله أيضاً :
الزير أنشد شعراً من ضمائره .... العز بالسيف ليس العز بالمال
شيبون أرسل نهار الحرب يطلبني .... يريد حربي وقتلي دون أبطالي
نصحته عن حربي فلم يطاوعني .... بارزته فهوى للأرض بالحال
المال يبني بيوتاً لا عماد لها .... والفقر يهدم بيوتاً سقفها عال
دع المقادير تجري في أعنتها .... ولا تبيتن إلا خالي البال
ما بين لحظة عين وانتفاضتها .... يغير الله من حال إلى حال
فكن مع الناس كالميزان معتدل .... ولا تقولن ذا عمي وذا خالي
العم من أنت مغمور بنعمته .... والخال من كنت من اضراره خال
لا يقطع الرأس إلا من يركبه .... ولا ترد المنايا كثرة المال .