الأنفال باللغة
الأنفال في أصل اللغة مشتقة من الجذر "نَفَل"، حيث يقول صاحب معجم لسان العرب: « النَّفَلُ، بالتحريك: الغَنِيمة والهِبَة...، والجمع أَنْفالٌ ونِفالٌ...، نَفَّلَهُ نَفَلًا وَأَنْفَلَهُ إِيَّاهُ ونَفَلَهُ، بالتخفيف، ونفَّلْتُ فُلانًا تَنْفِيلًا: أَعْطَيْتُهُ نَفَلًا وغُنْمًا. وَنَفَّلَ الإمامُ الجُنْدَ: جَعَلَ لَهُم ما غَنِمُوا. والنَّافِلَةُ: الغَنِيمة...، وصلاةُ التطوع نافلة لأنها زِيادةُ أَجْرٍ لَهُم على ما كُتِبَ لهم من ثَوابِ ما فُرِضَ عَليهم...، وكُلُّ عَطِيَّةٍ تَبَرَّعَ بها مُعْطِيها من صدقةٍ أو عمل خير فهي نافلة. ابن الأعرابي: النَّفَلُ الغنائم، والنَّفَلُ الهبة، والنَّفَلُ التطوع. »
الأنفال بالقرآن الكريم
وقد جاء ذكر الأنفال في قوله تبارك وتعالى: (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) [الأنفال: 1]. وقد سميت السورة التي جاءت بها هذه الآية بسورة الأنفال، وهي سورة مدنية، إلا البعض من آياتها التي نزلت في مكة. وعدد آيات هذه السورة خمسٌ وسبعون آية. وقد بين أهل التفسير أن السبب في نزول الآية السابقة هو تساؤل بعض المسلمين عن الغنائم التي غَنِمها المسلمون في يوم بدر، والنزاع الذي حصل بين بعضهم فيها، فبين الله تعالى في هذه الأية أن الأنفال هي لله والرسول.
ولعلماء التفسير عدة أقوالٍ في معنى كلمة الأنفال الواردة في الآية السابقة، وهي على النحو التالي:
إن القول الأول من هذه الأقوال، والذي ينص على أن الأنفال هي الغنائم كلها، هو القول الذي عليه عامة أهل التفسير، فالأنفال هي الغنائم التي وقع بين المسلمين نزاعٌ على قسمتها، فبين الله تعالى في هذه الآية أن قسمة هذه الأنفال راجعة لله ولرسوله. فالرسول صلى الله عليه وسلم يُقَسِّم هذه الغنائم بأمر من الله تعالى وفق ما تقتضيه المصلحة العامة. ولكن من المفسرين من يقول بأن الآية الأولى من سورة الأنفال منسوخة بآية أخرى، ومنهم من نفى ذلك.