هود –عليه الصلاة والسلام- نبي عربي كريم، أرسله الله تعالى لقوم عاد، ذكره القرآن الكريم في سبع مواضع في سورة الأعراف وسورة هود وسورة الشعراء. ينتسب نبي الله هود –عليه السلام- إلى نبي الله نوح –عليه السلام- ، فهو من نسل شالخ بن أرفخشذ من نسل سام بن نوح عليه السلام من نسل نبي الله إدريس الكريم من نسل آدم – عليه السلام -.
عرف عن قوم عاد، تفوقهم المعماري فكانوا يبنون البيوت ذوات الأعمدة الضخمة، كما عرفوا بأجسادهم القوية. فقد سكنوا في الجزيرة العربية في عُمان. كان قوم عاد من عباد الأصنام حيث اشتهروا بعبادتهم لثلاثة أصنام رئيسية هم هرا وصدا وصمودا، حيث جاؤوا بعد حادثة الطوفان التي حدثت على يد نبي الله نوح. لذلك أرسل الله لهم نبي الله هود لدعوتهم إلى عبادة الله وتوحيده ولكنهم عتوا وتجبروا واستكبروا فأرسل الله عليهم الريح العاتية التي لم تبق ولم تذر، فأهلكهم الله بظلمهم وتجبرهم ونجى نبيه هود الكريم – عليه الصلاة والسلام-.
ذكر عدد من المؤرخين ومفسري القرآن المسلمين أن "إرم ذات العماد" هي عاد الأولى نفسها، ولكن اللافت والمدهش أن إرم معروفة على مستوى الثقافات، فهي المدينة المفقودة التي لم يبقى لها أثر، فهناك من يقول بتواجدها في الأردن أو في سوريا أو في عُمان أو في مصر. هذا عد عن تخليدها في الأدب العالمي فقد كتب عنها الأمريكي هورد لافكرفت، كما كتب عنها هربرت ومكمولين ورولينز.
الجمال في الاختلاف...
من اجمل وافضل ما يتحصل عليه المرء من موضوع مقارنة وجهات نظر الثقافات لقصص وأحداث معينة هو أن الباحث سيرى نفسه واقفاً على قصة فيجدها تارة في ثقافة مسلمةً من المسلمات، وعند الآخرين هي أحداث مرت في غابر الأزمان أسهمت في تغيير مجرى البشرية أو على أنها مجرد أسطورة والعكس صحيح. ولكن وكونها أسطورة تتوارثها الأجيال فهذا يعني أن فيها جزء من الحقيقة إذ إن الأساطير تختلف عن الخرافة في كونها تحتوي على جزء من الحقيقة، أما الخرافة فهي من اختلاق البشر بالكامل.
فبعض القصص التي ينظر إليها أتباع الديانات السماوية الثلاث على أنها مسلمات لا مجال للشك فيها، ينظر إليها باقي البشر على أنها أحداث حدثت وأرخوا لها كالطوفان وسفينة نوح التي أرخ لها البابليون والسومريون، وكقصة النوام السبعة التي وجدت في عدة ثقافات وكل بروايته ولكن مغزاها واحد وطابعها العام واحد. لهذا فالاختلاف ضروري ولو لم نكن مختلفين لما وجدت الثقافات ولأصبح الجميع نسخة عن بعضهم البعض.
