الرقبة تعني هنا الإنسان المملوك لغيره (عبداً) عند سيده والرقبة هي المملوكة لغير صاحبها ويعني عتق أي ترك وعتق رقبة اي ترك الرقبة والمقصود هنا بها هي العبد ومعنى عتق رقبة اي ترك العبد وشانه اي حرر وازال العبودية عنه سواء كان ذلك العبد رجلاً أو امرأةً.
كان الناس قديماً يتاجرون بالعبيد يشترونهم ويبيعونهم وأولاد العبيد تصبح عبيداً أيضاً والإسلام حارب العبودية وجعل يحارب بها حتى قضى عليها تماماً. وعتق الرقاب في الشرع هو عتق العبيد وتحريرهم وجعلهم ملك انفسهم ووضع الاسلام والدين على عتق الرقبة اجراً عظيماً وخصوصا إذا كانت الرقبة مسلمة مؤمنة . وكما اسلفنا فإن ثواب عتق الرقبة كبير جدا فقال الله تعالى في محكم كتابه .( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ )الله سبحانة وتعالى ورسوله حض على تحرير الرقاب وجعل تحرير وفك الرقبة كفارةً لكثير من المعاصي والأخطاء وجعل الكثير من أموال الزكاة جزءاً لتحرير الرقاب حيث قال تعالى في محكم كتابه العزيز ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم )وجعل أيضاً كفارة اليمين فك رقبةً لقوله تعالى (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون ).
وجعل أيضاً دية القتل الخطأ عتق رقبةً وكل هذا لإلغاء العبودية من الاسلام وقال الله تعالى ( و مَنْ قتل مؤمناً خطأً فتحرير رقبةٍ مؤمنة ). وأيضاً جعل الله سبحانه وتعالى كفارة الظهار هو ان يشبه الرجل زوجته كأمرأة محرمة عليه كان يقول لزوجته تكوني مثل امي إذا فعلتي كذا أو كذا والظهار كان منتشراً في الجاهلية واراد الاسلام محاربته فوضع له كفارةً وجعل الظهار محرما للزوجة حتى يكفر الزوج عن ذلك الظهار (كفارة الظهار) حيث قال الله تعالى (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
وأيضاً فرض الإسلام شيئأ اسمه المكاتبة للعبيد وهو إعطاء العبد حريته بعد أن يعمل فترةً يتفق عليها الطرفان وبعدها اي بعد المدة المتفق عليها يتم عتق العبد وإعطائه حريته وذلك لقول الله تعالى في هذا الشأن ( والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ). ونجد هنا أنّ الله ورسوله والدين الحنيف حارب الرّق والعبودية بكل أشكالها ومنذ فجر الإسلام بدأ بذلك حيث اشترى ابو بكر الصديق رضي الله عنه بلال بن رباح واعتقه . حيث كان فك الرّقبة من وسائل التعبد والتقرب لله سبحانه وتعالى .