كان الله سبحانه و تعالى و لم يكن معه أحد ، فخلق الخلق و أمرهم بعبادته و استخلفهم في الأرض ، فتعهّد الشّيطان و توعدّ ليفتننّهم ما بقيت الدّنيا و ليحتنكّن ذريتهم بعد أن أخذ إذناً من عند الرّحمن جل و علا أن ينظره حتى يبعثون ، فأنظره الرّحمن وقال له إن عبادي ليس لك عليهم من سلطان إلاّ من اتّبعك منهم وإن مصيركم جميعاً إلى النّار ، وقد فتح الله لعباده باب التّوبة و الاستغفار فمن أذنب ذنباً فاستغفر الله وتاب توبةً نصوحاً غفر الله له ذنبه فباب الرّحمة و التّوبة مفتوحٌ دائماً فقد تعهدّ الله سبحانه و تعالى لعباده المؤمنين أن يغفر لهم ذنوبهم مهما بلغت إلاّ ذنباً واحداً وهو الإشراك بالله تعالى سبحانه ، فمن صفات الله سبحانه الوتر أي أنّه الفرد الواحد الأحد الصّمد الذي لم يلد ولم يولد ، فمن كمال التّوحيد عبادة الله وحده فمن أفرد الله بالوحدانية و العبادة صحّت عقيدته وعرف طريقه و منهجه و الإيمان بصفات الله هو جزء من عقيدة المسلم فنحن نؤمن بأنّ الله هو العدل العزيز المهيمن الجبار المتكبّر ونؤمن بان له تسع و تسعون اسماً من أحصاها دخل الجنّة و إحصاؤها أي حفظها و تدبّر معانيها و العمل بمقتضى ذلك ، وإنّ صفة الوتر أي الفرد هي من أجلّ صفات الله سبحانه و تعالى وأعظمها فهو الله الذي لا إله إلاّ هو و إنّ أعظم ذنب عند الله أن يُنازع في ملكه وربوبيّته فيشرك به ، و الشّرك درجاتٍ أكبرها عبادة غيره و أقلّها أن يعمل العبد عملاً يرائي فيه النّاس و هذا هو الشّرك الخفيّ الذي تحدّث عن النّبي صلّى الله عليه و سلّم و حذّر منه وهو في الأمة أخفى من دبيب النّمل ، و قد قال سبحانه في الحديث أنا أغنى الشّركاء عن الشّرك فمن عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه .
و صلاة الوتر التي سنّها رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و حثّ عليها هي الصّلاة التي يصليها المسلم بعد صلاة العشاء تطوعاً و تكون خاتمة صلواته وهي سنّة مؤكّدة تصلّى ركعةً واحدةً إلى إحدى عشر ركعة أو ثلاثة عشر ركعة على صورٍ متعدّدة كلها يكون العدد فيها فردياً ، جعلنا الله جميعاً من المحافظين على صلواتهم ، السّاعين لرضا ربهم على كل حال .