جلس عدد من طلاب العلم يتحاورون و يتدارسون فيما بينهم و يذكرون علامات و دلائل الساعة و أشراطها و كيف أنّ الدنيا تتغير من حال إلى حال و لا يكون يوما إلاّ هو أسوأ و أشد مما قبله حتى يأتي أمر الله تعالى و كيف ينتشر الزنا و الفساد و الكذب و يرفع العلم و ينزل الجهل و يصبح الناس بعيدين عن دينهم و عن كتاب ربهم فيحل عليهم من الآلام و الأوجاع و الإبتلاءات ما لا يعلمه إلا الله سبحانه فينشدون لأجل ذلك الفرج من الله تعالى فيخرج رجل تحدث عنه النبي صلى الله عليه و سلم و وصفه ففي حديث انه أجلى الجبهة أقني الأنف و اسمه على إسم النّبي عليه السلام و كذلك أسم والده و هو من عترة النبي عليه السلام أي من آل البيت ، يخرج هذا الرجل في زمن صعب شديد على النّاس برسالة العدل و الإيمان و تطبيق الشريعة و رد الحقوق إلى أصحابها و الإنتصار للمظلومين و الأخذ على يد الظالم فتمتلئ الأرض عدلاً و قسطاً كما ملئت ظلماً و جوراً .
المهدي هو إمام و رجل تقي صالح إسمه مشتق من الهدى تميّز عن الناس بأخلاقه و ورعه فحاز على شرف الإمامة و القيادة لأمة عطشى له منتظرة خروجه لإحياء السّنة و إقامة الدين فيخرج رافعاً راية التوحيد و تتوحد الأمة خلفه و يقف الرجال صفا بجانبه و ينزل سيدنا عيسى عليه الصلاة و السلام و المهديّ إمام المسلمين فيأتي سيدنا عيسى إلى الصلاة فيرونه و يتأخّر المهدي ليصلي سيدنا عيسى بالناس فيقدّمه سيدنا عيسى و يقول له لك أقيمت و أنت إمام المسلمين ..
وإنّ المهدي في عقيدة أهل السنة و الجماعة ليختلف إختلافا بيّنا عن ما تعتقده طوائف الشيعة فالمهدي عندهم هو ابن أحد الأئمة عندهم و هو الحسن العسكريّ و الذي اختفى فيما يزعمون في سرداب في مدينة سامرّاء في العراق فهو عندهم حي حتى يأذن الله تعالى له بالخروج و هو مطلع على أحوالهم و أفعالهم و كل ذلك من الخرافات و الأباطيل التي ليس لها أساس من الصحة ، فنحن نؤمن بالمهدي عندنا بعقيدة واضحة صحيحة و بأحاديث صحّ سندها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و نؤمن بخروجه لنشر العدل بن الناس و رفع الظلم .