المقدمة
الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، لذا وجب على كل منا أن يسعى للمحافظة على صحته، عن طريق تناول الطعام المفيد الذي يمكننا من التمتع بيوم طويل وصعب، وفي نفس الوقت لا يشكل ثقل وحمل علينا فهي معادلة بسيطة يمكن فهمها من خلال فهم الهرم الغذائي الذي يشكل أهم قاعدة أساسية للغذاء، فكما نعلم جميعاً أنّ المأكولات الموجودة في قاعدة الهرم هي أهم المأكولات التي يجب علينا الإكثار من تناولها وتتناقص هذه الكمية كلما اتجهنا إلى قمة الهرم فمثلاً النشويات مثل البطاطا والأرز وغيرها من المأكولات يجب علينا أن لا نغفل عن تناولها فهي تمدنا بالطاقة هذا بالإضافة إلى السكريات التي يجب تناولها بكميات معتدلة مثل :العسل والمربى والحلويات، حيث إنّ السكر المعتدل في جسم الإنسان لا بأس به ولكن زيادة هذه النسبة لن تكون محمودة العواقب، فنحن نرى تزايد متسارع في أمراض كانت نسبتها ضئيلة فيما قبل مثل: أمراض السكر والضغط والسمنة وزيادة الوزن وحتى مرض السرطان عافانا الله وإياكم الذي لم يعرف سببه حتى الآن، كل ذلك بسبب سوء التغذية وعدم الانتباه إِلى نوعية الأكل التي يتناولها الشخص، فتكثر الشكاوى والأمراض التي لا يعرف سببها ونسعى لمعرفة العلاج و دواء الدوائي المناسب متناسين في ذلك أن الوقاية خير من العلاج و دواء وأن المعدة بيت الداء والمعدة بيت الدواء.
الطعام المتوازن ودوره في بناء البنية القوية
التوازن في تناول الطعام أمر لا بدّ منه فهو يعطي الجسم نقاء وصحة ويساعد على القيام بالمجهودات الرياضية دون عناء وعندها فقط سوف نتمكن من الحصول على جسم صحي ذو نظام دفاعي ضد الأمراض، حيث إنّ الدراسات الحديثة أثبتت أن احسن وأفضل طريقة للحصول على حياة أطول تكمن في تناول الغذاء المتوازن مع تدعيم الجسم بالرياضة لينعم الإنسان بحياة مليئة بالنشاط وبعيدة عن الأمراض، فمن أهم ما يجب مراعاته التنوع في الأطباق التي نتناولها بين مغذيات الطاقة مثل النشويات والسكريات، ومغذيات البناء مثل: الحليب والبيض والحبوب واللحوم والسمك الضرورية لبناء الجسم، ومغذيات الوقاية التي تقي الجسم من الأمراض مثل :الخضار والفاكهة حتى يتسنّى للجسم النمو بطريقة صحيّة مع الأخذ في الاعتبار الكمية المناسبة لعمر الشخص وطريقة حياته.
فائدة مغذيات الوقاية
يجب على الشخص تناول ما يقارب ثلاث حصص من الخضار والفاكهة طيلة اليوم الواحد، حيث إنّها تحتوي على العديد من الفيتامينات الضرورية للنمو والتي تحافظ على نضارة البشرة وسلامة الشعر ناهيك عن دورها الهام في عملية الهضم، وفي الانتهاء والتخلص من السموم المخزنة بجسم الإنسان، والانتهاء والتخلص من الدهون المتراكمة عن طريق تسهيل حركة المعدة والأمعاء، وطرح تلك السموم خارج الجسم بمساعدة الإنزيمات الموجودة بالجسم فهي تعمل على وقاية الجسم من الأمراض مثل: قرحات المعدة وأمراض القولون وزيادة الوزن وشحوب الوجه.
مغذيات الطاقة ومغذيات البناء
ولا ننسى أن أغذية البناء مثل الحليب والبيض الجوز والفستق والبقوليات الجافة مثل :الفاصولياء والفول والحمص والعدس فهي مهمة لنمو سليم، ناهيك عن دورها في الوقاية من الأمراض، فتناول الحليب والبيض يقي الجسم من أكثر الأمراض خطورة مثل: هشاشة العظام، والكساح وغيرها من مشاكل وعيوب سوء التغذية.
مغذيات الطاقة: تمد الجسم بالطاقة اللازمة مثل :البطاطا الحلوة والأرز ولا بأس من بعض السكريات والدهنيات.
طريقة إعداد الطعام
حيث إنّ طريقة الإعداد تلعب دوراً هاماً في الاستفادة من الغذاء، فيجب أن يعد باحسن وأفضل الطرق ووسائل التي تساعد على الحفاظ على جميع المواد والفيتامينات المفيدة فمثلاً:
- لا ينصح بنقع البطاطا لمدة طويلاً قبل طهيها للمحافظة على الفيتامينات.
- من المهم جداً الاكتفاء بإزالة طبقة رقيقة من قشور الفاكهة والخضار حتى يتم الاستفادة من المواد المفيدة تحت القشرة.
- الاستعانة بالطهي على البخار من احسن وأفضل طرق ووسائل الطهي.
- سلطة الخضار يفضل تناولها طازجة وكذلك يجب طهي الطعام قبل الأكل مباشرة.
- للوقاية من الأنيميا يفضل تناول الأغذية التي تحتوي على فيتامين ج مع الأغذية التي تحتوي على الحديد.
- يجب تخصيص حصتين أسبوعياً على الأقل من المأكولات السمكية فهي غنية بأوميغا3 الذي له فائدة عظيمة لجسم الإنسان وله قدرة هائلة على تخفيض نسبة الكولسترول بالدم وعلى محاربة السرطان.
- للوقاية من الإصابة بمرض تصلب الشرايين ينصح بتناول الخضار والفاكهة بشكل مستمر.
- الطعام المحفوظ بالثلاجة يفضل تسخينه لدرجة الغليان.
- يجب تجنب استخدام زيت القلي المقدوح عندما يتغير لونه لما له من دواعي صحية خطيرة
وأهم ما في الأمر يجب إعداد الطعام بطريقة نظيفة، فالنظافة من أهم الأمور التي تحافظ على الجسم سليماً، وتحميه من العديد من الفيروسات مثل: السالمونيلا، مع مراعاة النسب الملائمة لكل شخص على حدا والكميات الملائمة للعمر مع الأخذ بالإعتبار ما إذا كان هذا الشخص يعاني من أمراض ام لا سواء كانت أمراض وراثية أم غيرها.
أطعمة تضعف الجسم
هناك أطعمة يجب عدم الإكثار من تناولها مثل: المعلبات التي تسبب أمراض قلبية مختلفة، والمأكولات السكرية، والمواد الملونة، والوجبات السريعة لأنها غالبا غير طازجة وتحتوي على كميات كبيرة من الملح والسكر، والمشروبات الغازية حيث أثبتت الدراسات حديثاً أن الإكثار من المشروبات الغازية تؤدي الى الإصابة بمرض هشاشة العظام، والإكثار من تناول السكريات والدهنيات يجعلنا عرضة لمرض السمنة، ناهيك عن التدخين، وتناول الكحول والمخدرات، فهي تقتل الخلايا اليافعة وتستبدلها بأخرى مريضة.
الرياضة وقوة الجسم
تعتبر ممارسة التمارين الرياضية من أهم ما يمكن فعله للحصول على جسم قوي، ومن المفاهيم المغلوطة لدى البعض أنه يجب علي أن اتدرب لساعات وساعات حتى أحصل على جسم رشيق قوي مفعم بالنشاط، بينما الحقيقة عكس ذلك، فتخصيص دقائق قليلة يومياً (ما يقارب من ثلاثون دقيقة)ل ه تأثير ونتائج مذهل على الجسم بصورة عامة، ولا يشترط أن تكون هذه التمارين قاسية مثل حمل الأثقال والتمارين التي نقوم بها بالنادي الرياضي، فرياضة المشي من احسن وأفضل الرياضات وأصحها وأكثرها فائدة لعضلة القلب، وإحداث تعديلات بسيطة على نمط حياتنا اليومي كفيل بالوصول بنا إلى بر الأمان مثل: استخدام الدرج بدل المصعد الكهربائي، والذهاب إلى العمل مشياً على الأقدام بدلاً من ركوب السيارة أو حتى يمكننا إستبدال ركوب السيارة بركوب الدراجة لما له من فائدة كبيرة عن طريق تحريك عضلات الجسم، خاصة للأفراد الذين يتميزون بنمط عمل مكتبي لا يوجد فيه الكثير من الحركة، فهم بحاجة إلى تنشيط الدورة الدموية وحرق مزيد من السعرات الحرارية التي لم يتسنى حرقها عن طريق العمل المكتبي الذي يتميز بالجلوس لفترات طويلة، عند تحديث هذا التغير البسيط في الروتين اليومي سوف نحصل على نتائج مذهلة لا سيما إذا قرن هذا التغير بنظام غذائي متوازن يدعم حياة صحية أكثر سعادة.
عند استعادة لياقتنا وقوتنا البدنية لن نحمي جسمنا من الأمراض وحسب، لا بل سوف نحصل على نتائج نفسية رائعة، فكل شخص يتأثر سلباً أو إيجاباً بمظهره الخارجي وما يقوله غيره عن لياقته ورشاقته، مما له التأثير ونتائج الأكبر على حياتنا العملية والاجتماعية، فعندما نحصل على نفسية مرتاحة، يساعد ذلك على التركيز، ويخفف عناء العمل، والمشاكل وعيوب الأسرية الناتجة عن إهمال الشخص لمظهره وجسده، فيحيا الإنسان سعيداً واثقاً بجسده القوي.