وفاة عمر بن الخطاب
لم يكن يوم السّادس والعشرين من شهر ذي الحجّة من العام الثّالث والعشرين للهجرة يوماً عاديّاً، ففي هذا اليوم فقد المسلمون واحداً من أعظم قادتهم وأكثرهم حنكة وذكاء وقدرة على تطبيق العدالة والسّياسة الرّشيدة بين أفراد الأمة الإسلاميّة وهو الصّحابي الجليل الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، فماهي ملابسات استشهاد هذا الخليفة العادل؟، وأين توفي ؟.
لم ترق سياسات عمر بن الخطّاب رضي الله عنه لكثيرٍ من المنافقين وأعداء الأمّة، فالسّياسة الرّشيدة العادلة التي اتّبعها التي تمكّنت من أخذ الحقّ للضّعيف ولجم الظّلم والقضاء على أهله من العوامل التي أذكت في نفوس البعض حقداً دفيناً على الإسلام وخليفته، وقد ازدهرت الفتوحات الإسلاميّة في عهد عمر رضي الله عنه وتوسّعت الدّولة الإسلاميّة حتّى اشتملت على بلاد الشّام والعراق وبلاد فارس إضافة إلى أجزاءٍ من مصر وبيت المقدس، وقد دخل في الإسلام نتيجة تلك الفتوحات أمم وشعوب، وقد كان البعض منهم لم يزل على تعرف ما هو عليه من إضمار الشّرّ للإسلام وأهله على الرّغم من اعتناقه الإسلام وما كان أبو لؤلؤة المجوسي الذي استشهد عمر على يده إلاّ مثالاً لهؤلاء فقد كان فارسياً من أهل بلاد فارس بقيت عداوة الإسلام متأصّلة في قلبه وقد كان غلاماً للمغيرة بن شعبة رضي الله عنه حيث استأذن الخليفة في إدخاله إلى المدينة المنوّرة لما كان يتمتّع به من مهارات في صناعة السّيوف والخناجر والحدادة عموماً والنّقش وغير ذلك، وقد كان الخليفة عمر رضي الله عنه قد سنّ قانوناً يمنع دخول المدينة المنوّرة من لم يبلغ الحلم من المشركين أو ذراريهم لما قد يحدثوه من الفتن والقلاقل في أوساط الأمّة الإسلاميّة.
وفي أحد الأيّام وبينما كان عمر بن الخطّاب رضي الله عنه يسير في المدينة المنوّرة فإذا به يمرّ على أبو لؤلؤة المجوسي وهو يصنع رحى، فقال موجهاً كلامه للخليفة لأصنعنّ لك ساعة يا أمير المؤمنين يتحدّث بها النّاس، ففهم عمر من كلامه نيّة مبطنة فقال لأصحابه إنّ هذا العلج يتوّعدني.
مكان وفاة عمر بن الخطاب ودفنه
عندما أعدّ اللّعين عدّته ووضع السّم على خنجره دخل على حين غفلة المسجد وخليفة المسلمين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه يصلّي بالناس فأشهر خنجره المسموم ليطعن به الخليفة عمر غدراً وغيلةً ست طعنات، وقد بقي الخليفة عمر بعدها أياماً قليلة أوصى بها النّاس ووضع أمر الخلافة وتولّي مقاليدها بين ستة من الصّحابة الكبار الذين توفي الّنبي عليه الصّلاة والسّلام وهو راضٍ عنهم.
دفن رضي الله عنه في الحجرة الشّريفة في بيت عائشة في المدينة المنوّرة إلى جانب صاحبيه النّبي عليه الصّلاة والسّلام وأبو بكر الصّديق رضي الله عنه.