عمر بن الخطاب
هو الصحابي الجليل عمر بن الخطاب العدوي القرشي، ثاني الخلفاء الراشدين، ومن العشرة المبشرين في الجنة. حمل لقب الفاروق إثر شجاعته على التفرقة بين الحق والباطل ونصر الحق.
عاصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقترن ذكره بقادة التاريخ الإسلامي، ويعود له الفضل بتأسيس التقويم الهجري. تولى زمام الخلافة الإسلامية في الثالث والعشرين من شهر أغسطس عام 634م بعد أن توفي الصحابي الجليل أبي بكر الصديق، وصادف ذلك السنة الثالثة عشر للهجرة.
حياة عمر بن الخطاب
ولد الصحابي الجليل عمر بن الخطاب في السنة الأربعين قبل الهجرة في مكة المكرمة في شبه الجزيرة العربية، وكان يقيم قبل إسلامه في أصل الجبل وتنسب إليه في وقتنا الحالي تسمية هذا الجبل ويسمى جبل عمر. نشأ وترعرع في مضارب قريش، وتمكن من التميز بالقراءة بطلاقة عن سائر أقرانه، وامتهن الرعي في صغره، وكان والده حازما بالتعامل معه، وتعلم في طفولته الفروسية وركوب الخيل والمصارعة، وأتقن الشعر، وامتهن فيما بعد التجارة وأصبح من أثرياء مكة، شارك في رحلة الشتاء والصيف المتجهة صيفا إلى بلاد الشام وشتاء في اليمن.
إسلام عمر بن الخطاب
أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن وقعت مشادة كلامية بينه وبين أخته فاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد بن عمرو ابن عمه، وكانا قد أخفيا إسلامهما، وعندما علم بأمر إسلامهما توجه إلى بيتهما متجهما غاضبا، فصادف الصحابي الجليل خباب بن الأرت يعلم شقيقته وزوجها القرآن الكريم، فقام بالاعتداء بالضرب على زوج أخته سعيد، ولكم أخته ضربة أوقعتها أرضا وشقت وجهها شقا، فوقع منها المصحف على الأرض، فأمسك به فطلبت منه ألا يقرأه إلا بعد أن يتوضأ، فعلموه طريقة الوضوء.
أمسك عمر بن الخطاب القرآن الكريم، وافتتح قراءته للقرآن الكريم بسورة طه، وأصابت الرعشة عمر بن الخطاب عندما بلغ آية "وما هذا بكلام البشر"، فأعلن إسلامه، وصادفت هذه الحادثة شهر ذي الحجة من السنة الخامسة من بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم للعالمين، وتلاه ببضعة أيام الصحابي الجليل حمزة بن عبد المطلب بإعلان إسلامه.
وفاة عمر بن الخطاب
قتل الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد عودته من أداء مناسك الحج في مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، ويعتقد بأن المجوسيين قد لحقوه إلى جبل عرفات؛ فقد تضاربت الأقوال حول سماع صوت هتاف يخبر بأن هذا الحج الأخير للخليفة عمر بن الخطاب، وبالفعل، مع انطلاق نداء أذان فجر يوم الأربعاء السادس والعشرين من شهر ذي الحجة في السنة الثالثة والعشرين للهجرة قام أبو لؤلؤة المجوسي بطعن عمر بن الخطاب ست طعنات باستخدام خنجر ذي نصلين، وكان ذلك خلال أدائه صلاة الفجر.