لقد عثر الكثير من الأشخاص على معدن ( البيريت ) ، وفرحوا به كثيراً لاعتقادهم بأنّه معدن الذهب غالي الثمن ، وكم كانت دهشتهم عظيمة عندما علموا بأنّه ليس إلاّ معدناً يشبه الذهب من حيث اللون والوزن والبريق والشكل أيضاً ، ولكنّ قيمته لا ترقى لمستوى الذهب ، ولذلك أطلقوا عليه اسم الذهب الكاذب .
ينتمي معدن ( Pyrite ) إلى فصيلة معادن ( الكبريتيدات ) ، وهو يتشكّل كيميائياً من ( كبريتيد الحديد ) ، ويدخل هذا المعدن في تريب أغلب الصخور الرسوبيّة ، وتكون بلوّراته وفق شكل بلوري ذو شكل مكعّب ، بمحاور ثلاثة ذات طول متساوٍ ومتعامدة فوق بعضها ، وتأتي تسمية ( البيريت ) من اللفظة اليونانية والتي تترجم بـ ( حجر النار ) ، وذلك لكون هذا المعدن إذا احتكّ مع بعضه البعض يولّد شرارة من نار .
يستخدم هذا المعدن في الأصباغ ، وأيضاً في حامض الكبريتيك ، وقد استخدمه قديماً الفينيقيّن حيث صنعوا منه المرايا ، وقد عرف هذا المعدن بأنّه سهل الإنصهار ، وله قدرة على التحلل بواسطة حامض النيتريك ، وقد وجد أثناء صهره بعض الفضّة والذهب أيضاً ، وذلك بنسب قليلة، وقد كانت في مقدّمة البلاد التي عثر فيها على معدن البيريت إسبانياً ، ومن بعدها تأتي إيطاليا ثمّ النرويج ، ووجد أيضاً في كلّ من الولايات المتّحدة الأمريكيّة ، والسّويد ، وألمانيا .
أمّا في البلاد العربيّة فتأتي جمهورية مصر في المرتبة الأولى حيث وجد الكثير منه في شبه جزيرة سيناء ، والصحراء الغربيّة ، وأيضاً الصحراء الشرقيّة ، متوضعاً في الصخور الناريّة ، والعروق ، وأيضاً في الصخور المتحوّلة الرسوبيّة ، ولكنه وبرغم توافره بكثرة ، إلاّ أنّه لم يشكّل أيّة قيمة أو منفعة اقتصاديّة للبلاد، وقد استخدم قديماً هذا المعدن كمصدرٍ أول للكبريت ، أما اليوم فيستخدم كمصدرٍ لمادة الحديد خاصّة في البلاد التي لا يتوفّر فيها أكسيد الحديد ، وأيضاً كمصدر لمعدن النحاس ، وللذهب أيضاً ، ويستخدم بشكل عام في صناعة الحلي كالأحجار الكريمة،وتستخدمه بعض البلاد في صناعة كلّ من الحبر والصباغة .
وقد عرفت خواصه الكيميائية أن في تكوينه يحتوي على خام الكبريت ، وأيضاً الكوبالت ، والفضة ، والذهب ، والنيكل ، وأنّ لونه على الأغلب يكون ذي اللون الأصفر الضارب على النحاسي ، وقد يتعرّض للصدأ فيتغيّر لونه إلى النحاسي الغامق .