العقيق الأزرق والأحمر، والزمرّد، والألماس، واليشمك، والذهب، من أهم الأحجار الكريمة التي يتم استخراجها وبيعها وتبادلها. الكثير من المعادن النفيسة تعتبر مصدر غني للإنسان، ومقياساً أحياناً لمستواه المعيشي وغناه، فمن يمتلك أندر أنواع الأحجار الكريمة في العالم لا بدّ وأنّه يُعتبر من أغنى أغنياء العالم. وفي مقالنا هذا سنتحدّث عن إحدى أهمّ هذه المعادن، ألا وهو (الذهب).
الذهب هو معدن ثمين وهو من أنواع الفلزات وعنصر كيميائي رمزه (Au)، وأمّا عدده الذريّ فهو 79، وهو فلزّ لين ولامع، ويكون أصفر اللّون، وقد استخدم منذ قديم الزمان كنوع من أنواع العملات المتبادلة بين الشعوب والتجّار. يوجد الذهب في الطبيعة في قيعان الأنهار على شكل حبيبات، كما ويوجد داخل الصخور، أو قد نجده على شكل عروق داخل باطن الأرض، وهو يوجد في الغالب مع معادن أخرى كمعدن النحاس، أو الرصاص، وهو يمتاز بنعومته، وكثافته الكيميائية، وقلّة تآكله، وقد تمّ اكتشاف الكتلة الأكبر من الذهب في عام 1896م في أستراليا.
يتم استخراج الذهب من باطن الأرض ومن العروق الصخريّة الحاملة للذهب، وهو يوجد بكثرة في الولايات المتحدة الأمريكيّة كولاية كاليفورنيا، وولاية داكوتا، وولاية آلاسكا، كما ويوجد في جنوب إفريقيا، وفي غرب أسترابيا، وفي أونتاريو بكندا، وفي جبال الأورال، إلّا أنّ (الراند) في جنوب إفريقيا تستحوذ على أربعين بالمئة من نسبة إنتاج الذهب في العالم.
ويعتبر الذهب في أيامنا هذه قاعدة نقديّة مهمّة في العالم كلّه، وهو أساس العملات النقديّة التي يتعامل بها صندوق النقد الدوليّ، وبنك التسويات الدوليّ. كما أنّ للذهب استخدامات أخرى كثيرة، ففي سابق الزمن كان الفراعنة يستخدمونه في صنع توابيتهم، وعرباتهم، وأقنعتهم كالفرعون (توت عنخ آمون)، وبسبب خصائصه المميزة كليونته، وسهولة سحبه وتشكيله، ومقاومته الفعالة ضد التآكل، فإنّه يمكن خلطه مع عناصر كيميائية أخرى كالنحاس، والفضة، للحصول على سبيكة متينة، ويخلط مع البلاتين كذلك، ونتيجة لذلك فإنّه يمكن استخدامه في صنع الحلي والمجوهرات الثمينة الجميلة، وهي ما تعرف بالذهب (الأصفر) والذي يخلط مع النحاس، والفضة، والخارصين، وكذلك الذهب الأبيض الذي يخلط مع البلاديون، والقصدير.
ولا يقتصر استخدام الذهب في مجال المجوهرات والعملات فقط، فقد تمّ اكتشاف فعاليته السحريّة في علاج و دواء الأسنان، فهو معدن ليّن مقاوم للتآكل، ويستخدم أيضاً في علاج و دواء التهابات العظام، والمفاصل، وأمراض الروماتيزم المزمنة، وبعض أنواع السرطان. والأمر الغريب أنّ هذا المعدن الثمين يدخل في إعداد بعض الأطعمة، والمشروبات، والحلويات.