الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود
من الأسماء التي خلّد التّاريخ ذكرها كواحد من القادة الوطنيّين الذين كانوا يدافعون عن قضيّة أمّتهم كان الملك السّعودي فيصل بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله تعالى، فقد ولد الملك فيصل في سنة 1906 ميلادي حيث اهتم والده به منذ نعومة أظفاره فحرص على إرساله إلى الخارج بزياراتٍ متكرّرة حتّى تصقل شخصيّته ويتعلّم السّياسه، وقد تولى مبكّراً عدد من المسؤوليات والمهام من قبل والده حيث عيّن في فترةٍ من الفترات نائباً عاماً للملك ورئيساً لمجلس الشّورى وعيّن تارة أخرى وزيراً للخارجيّة يمثّل المملكة العربيّة السّعوديّة في محافل عدّة منها الدّائرة المستديرة التي عقدت عام 1939 ميلادي وكان موضوعها القضيّة الفلسطينيّة، كما تولّى الملك فيصل قيادة جيوش حسمت اضطرابات في الدّولة منها اضطربات عسير وشارك كذلك في الحرب اليمنية السّعوديّة.
حياة الملك فيصل
لقد تجلّت وطنيّة الملك فيصل مبكّراً في مواقف عدّة ومنها طلبه من والده الملك عبد العزيز قطع العلاقات مع الولايات المتحدة على إثر قرار التّقسيم لفلسطين وقد كان وقتها وزيراً للخارجيّة ولكن وللأسف لم يُجب طلبه آنذاك، وقد ظلّت القضيّة الفلسطينيّة تشغل فكر الملك فيصل لما أدركه من أهميّة هذه البلاد المقدّسة ولوجود المسجد الأقصى فيها وهو أولى القبلتين وثالث المساجد التي تشدّ الرّحال إليها، حتّى أنّ الملك فيصل رحمه الله قد عبّر عن رغبته في الشّهادة على عتبات المسجد الأقصى في خطبةٍ له عن القضيّة الفلسطينيّة.
لقد عاين الملك فيصل رحمه الله تعالى ما تعانية الأمّة من صراعات وتفرّق، وعلى الرّغم من خلافاته مع جمهورية مصر العربية بسبب حرب اليمن وغير ذلك من الملفّات إلا أنّه أغدق الأموال الكثيرة لدعم مصر بعد الهزيمة النّكراء التي تعرّضت لها الجيوش العربيّة في حربها مع إسرائيل، وقد سجّل التّاريخ موقفاً بطوليًّا للملك فيصل حينما هدّد باستخدام ورقة النّفط العربي في حرب أكتوبر حيث أدرك أهميّة النّفط للدول الصّناعيّة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكيّة، كما سعى الملك فيصل باستمرار إلى تحسين علاقاته مع الدّول الأجنبيّة فزار المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وحرص على تنمية علاقاته مع فرنسا وخصوصاً عندما تغيّرت سياستها اتجاه العرب فصارت مؤيّدة لقضاياهم.
تاريخ وفاة الملك فيصل
في يومٍ من الأيام وتحديداً في الخامس والعشرون من شهر مارس 1975 وفي أثناء استقبال الملك فيصل رحمه الله لمسؤول كويتي رفيع قام أحد أقاربه ويدعى فيصل بن مساعد بن عبد العزيز بإطلاق رصاصات الغدر على الملك فيصل فأرداه قتيلاً، وقد تحدّثت الرّوايات عن دور الموساد والأمريكيين في تلك الحادثة حيث تربّي القاتل في حضن الأمريكان لما يزيد عن ثماني سنوات ليكون أداة طيعة بيدهم في تنفيذ تلك الجريمة.