ليست كل شخصيات الناس متطابقة من ناحية الأريحية في التعامل ومن ناحية الأخلاق ومن ناحية العادات والتقاليد، فما يكون مقبولاً عند جماعة من الناس قد يكون مرفوضاً وبشدة عند جماعة أخرى من الناس. ونحن كبشر مضطرون أن نتعامل مع كافة أنواع الناس وأصنافهم المحتلفة حتى نستطيع أن نستمر في حياتنا، إذ أن مقاطعة الناس لا تصب في مصلحتنا، فهي تمنعنا من التعرف على الأفكار المختلفة وتمنعنا من إضافة أي شيء سواء إلى عقولنا أو إلى خبراتنا الحياتية، ومن هنا فيتوجب على الإنسان أن لا يكون متقوقعاً على نفسه وأن يعمل على الاختلاط بالناس قدر الإمكان حتى يستطيع أن يصل إلى مبتغاه أو غايته، وحتى يستطيع ان يكون لنفسه فكراً مستنيراً ورؤية واضحة.
ولكن عندما نتعرض لشخص يمكن وصفه بأنه من الناس غير المريحين في التعامل، والذي قد يضايقنا بشكل متعمد أو بشكل غير متعمد أي بشكل عفوي غير مقصود، فهناك طرق ووسائل للتعامل مع هذا الإنسان، ولا ينبغي إساءة الظن به مباشرة فنحن كبشر مأمورون بإحسان الظن بجيمع الناس، وأيضاً ليس منا من هو معصوم عن الخطأ، إذ يجب أن نتحرى جيداً قبل إطلاق الأحكام جزافاً على الناس، حتى ولو كانت في المسائل الحساسة التي نعتقد أنها من المسائل التي لا حوار فيها، فكل المسائل قابلة لحوار ولا يوجد مسألة يمكن ان تكون خارج دائرة الحوار مهما كانت. وانطلاقاً من هذه الفكرة فيتوجب علينا أن نعرف كيف يمكن لنا أن نتعامل مع الناس الذين يضايقوننا في مواضع كثيرة، فأولاً يتوجب علينا أن نعرفهم بأن سلوكهم يضايقنا، وأن نمتلك الصراحة الكافية والجرأة المطلوبة حتى نستطيع أن نواجه هؤلاء الناس، والحق يقال أن الخير كثير وكبير في الناس فبمجرد أن نقول لهم أنهم أخطأوا في حقنا أو أن سلوكهم هذا يضايقنا فإنهم يمتنعون عن فعل هذا الأمر، وفي حال اعادوا تكرار نفس السلوك نعيد تذكيرهم مرة ومرتين وثلاثة مرات، فبعض الناس لا يمكن لهم ان يغيروا من عاداتهم فجأة واحدة بل إنهم يحتاجون إلى وقت لتغييرها، فالعادات القديمة تكون قد سيطرت عليهم وهيمنت على تصرفاتهم وأقوالهم، ولكن إذا لم نلحظ أية نية في التغيير أو إذا كان الأمر فيه استهتار بمشاعرنا او ضرر لنا أو لأي شئ يخصنا، او إذا كان هذا الشخص يسبب لنا الغم أكثر مما يسعدنا ويريحنا، فالبعد عنه أفضل، لأننا نكون قد كسبنا راحتنا وراحة نفسياتنا.