من الصّفات الذّميمة في بعض النّاس أنّهم لا يلتفتون إلى مراعاة شعور من يتكلمون أو يتعاملون معه ، فقد يسبّب التّعامل السّيء مع النّاس إلى جرح مشاعرهم ، وما يسبّبه ذلك الجرح من ألمٍ لهم في حياتهم ، وإنّ مراعاة شعور النّاس هي من أهمّ المهارات الإجتماعيّة في الحياة ، ذلك بأنّ الإنسان وحتى يتجنّب أذيّة النّاس يبنغي له أن يتعرّف على المهارات التي تجنّبه ذلك ، ومن بين تلك المهارات حسن التّعامل والكياسة وغيرها ، وإنّ الإنسان ومهما امتلك من المهارات يبنغي له أن يعلم بأنّه بشرٌ في النّهاية يصيب ويخطىء، وقد يسيء إلى شخصٍ معين من غير قصد في ذلك ، وعليه في هذه الحالة أن يصلح خطأه بالاعتذار إلى الشّخص الذي جرحه ، وإنّ هناك أشكالاً للاعتذار ممّن نسيء لهم نذكر منها :
على الإنسان الذي يرغب بالاعتذار من الشّخص الذي أساء له أن يدرك ابتداءً أنّ الاعتذار لا ينقص من شأن الإنسان أو كرامته شيئاً ، وإنّ هذا الأعتقاد يرسّخ فكرة الاعتذار ويجذّرها في نفوس النّاس فلا يتكبّر أحدٌ حين يخطأ في حقّ أحد عن أن يعتذر له فهذا من كريم الأخلاق ويدلّ على نفسيّةٍ سليمةٍ من الأدارن والعيوب . اختيار الوقت والمكان المناسبين للإعتذار ، فعلى من يرغب بالاعتذار من أحدٍ من النّاس أن يختار الوقت المناسب لذلك حيث يضمن تقبّل الشّخص لاعتذاره ، فقد يكون الشّخص غاضباً في لحظةٍ من اللحظات فلا يتقبّل الاعتذار ، أو قد يكون بين جماعةٍ من النّاس ولا يرغب أن يعلموا بأنّه قد أسيء له في موقفٍ من مواقف الحياة ظنّاً منه أن ذلك قد ينقص من هيبته وشأنه بين النّاس .
ومن صور الاعتذار بين النّاس وخاصّةً المتزوّجين أن يقدّم المسيء إلى شريكه هديةً أو وردةً جميلةً ذات رائحةٍ طيّبةٍ ، وهذا الفعل قد يستهين به كثيرٌ من النّاس إلا أنّ له آثاراً عجيبةً في النّفس ، كما أنّ اختيار الكلام الحسن المنمّق في الاعتذار له دورٌ كبيرٌ في قبول الاعتذار من المسيئين ، ومن العبارات وكلمات وعبارات المستخدمة للإعتذار كلمة سامحني واعتذر منك لما بدر مني ، وهناك من النّاس من لا يحسن اختيار الكلام في اعتذاره ويجيء ليصلح الأمر فيفسده ، وبالتّالي يجب مراعاة حسن اختيار الكلام واختيار الالفاظ الحسنة الجميلة التي يكون لها وقعها في النّفوس .