لا يتصوّر الإنسان أن يسير مركب الحياة بدون أن يتواصل النّاس مع بعضهم البعض، فالتّواصل هو سنّة الحياة، وبدون التّواصل يعيش كلّ إنسانٍ بمعزل عن الآخرين وهذا بلا شكّ ليس من مقاصد هذه الحياة وغاياتها، فالإنسان يسعى للتّواصل مع الآخرين لما يجنيه من ثمار كثيرة نتيجة ذلك، بل إنّ التّواصل يحقّق أهدافاً وغايات لن تدرك بدونه، وإنّ النّاظر في الكون والحياة ليرى التواصل بالفطرة بين أبسط الكائنات التي خلقها الله تعالى، فترى النّحل على سبيل المثال يتواصل فطريًّاً مع بعضه البعض من أجل إنشاء خليّة النّحل التي تسهم كلّ نحلةٍ فيها بمجهودٍ معين، وينطبق الأمر بالأولى والأحرى على الإنسان الذي أكرمه الله تعالى بنعمة العقل والتّفكير وفضله على سائر مخلوقاته، فالإنسان إذن محتاجٌ للتّواصل في حياته إنسانيّاً واجتماعيًّاً، وما سنتطرق ووسائل إليه هنا هو أهميّة التّواصل الاجتماعيّ، فتعرف ما هو التّواصل الاجتماعي وتعرف على ما هى أهميّته في الحياة؟.
يعرف التّواصل الاجتماعي بأنّه نوعٌ من أنواع التّواصل الإنساني بين النّاس حيث يجتمع الإنسان مع غيره من أجل إشباع رغباتٍ فطريّة في نفسه أو لتحقيق أهدافٍ معيّنة في الحياة ، وإنّ أهميّة التّواصل الاجتماعي تتجلّى في عددٍ من النّقاط نذكر منها:
- التّواصل الاجتماعي هو مؤشّر على الحركة والدّيناميكية في الحياة، فحينما ترى النّاس يتواصلون مع بعضهم البعض اجتماعيّا فهذا يعني أنّ هذا المجتمع يعجّ بالحياة والحركة والديناميكيّة، والعكس صحيح بلا شكّ حيث يتّسم المجتمع الذي لا يتواصل أفراده مع بعضهم اجتماعيّا بالخمول والسّكون والسّلبيّة.
- التّواصل الاجتماعي هو تحقيق للرّغبات الإنسانيّة الفطريّة في الاجتماع مع النّاس، فالإنسان بطبعه يحبّ الاجتماع مع أخيه الإنسان والتّكلم والحديث معه لأنّ هذه الأمر يشبع رغباته الفطريّة حيث ينشد الإنسان من الاجتماع مع أخيه الإنسان تحقيق المتعة والمؤانسة، كما يكون التّواصل الاجتماعي فرصةً لأن ينفّس الإنسان عن الكثير من همومه ومشاكله.
- التّواصل الاجتماعي هو لحمة للمجتمع، فالنّاس حين يجتمعون فيما بينهم يؤكّدون على معاني اللّحمة بينهم حيث يقف الإنسان مع أخيه الإنسان إذا ما تعرّض للعدوان، وترى الغني يقف مع الفقير في محنته ويسدّ حاجته إلى غير ذلك من الثّمار التي لا تتأتّى بدون التّواصل اجتماعيًّاً مع النّاس.
- التّواصل الاجتماعي هو سلوك إنساني ينمّي شخصيّة الإنسان ويقوّيها ويثريها، فالإنسان حين يجتمع مع أخيه الإنسان فإنّه يقوّي من شخصيّته وينمّي لديه مهارات التّكلم والحديث إلى النّاس كما أنّها فرصه لتبادل المعلومات والمعارف المختلفة بما يعود بالنّفع على الجميع.