يقولون "اطلب العلم ولو في الصين"، وفي هذهِ المقولة دليل على أهميّة العلم، ومن يتعلّم يُدرك بأنَّ للعلم لذّة لا يعدِلُها شيءٌ آخر؛ لأنّ الإنسان يرتقي بالعلم على جوارحه وأركانه، ويرتقي في سلّم المعرفة إلى أعالي المجد، واحسن وأفضل العلم ما كانَ في باكر العُمر وأوّله، لأنَّ العلم في الصغر كالنقش في الحجر، ومسؤولية التعليم المُبكّر تقع على عاتق الأسرة التي هيَ النواة الأولى لتكوين الفكر لدى الأطفال وزرع المعرفة لديهِم، وتتعدّى هذهِ المسؤولية إلى المدرسة وهيَ الحاضنة للطفل والراعية لفِكره وموهبته والمطوّرة لقدرته على التعلّم، وفي هذا المقال سنتطرّق للحديث عن المدرسة ودورها التربوي والأهميّة التي تضطلع بها هذهِ المؤسسة الأكاديميّة العريقة.
المدرسة
هيَ المرحلة الأولى في التعليم الأكاديميّ، والتي في أغلب الأحيان يمكث الطالب ما يَقرُب من الاثنتي عشرة سنة في طلب العلم، ابتداءً من المراحل الابتدائية في الصفوف الأولى، ثُمّ المرحلة الإعداديّة والتي يكون فيها إعداد الطالب للمرحلة الثانويّة التي هيَ آخر المراحل الأكاديميّة في المدرسة، وللمدرسة أهميّة كبيرة جدّاً في حياة الطالب الأكاديميّة نذكرها تالياً.
أهميّة المدرسة
- التربيّة النفسيّة للطفل وتهيئة جوّ من التفاعل البنّاء بين الأطفال أنفسهم، وبينهُم وبين أعضاء الهيئة التدريسيّة من المُعلّمين، بحيث يُساهم هذا الجوّ التفاعليّ في تحسّن البنية التركيبيّة النفسيّة للطفل.
- تنمية الشعور بالانتماء للآخرين، والتفاعل مع أبناء الجيل الواحد، وتعزيز المُشاركة البنّاءة في الغرفة الصفيّة وفي النظام المدرسيّ ككلّ؛ بما يضمن زرع الشعور بالولاء والانتماء وتقدير أهميّة المؤسسة التربويّة التي ينتمي إليها، وهذا أمر غاية في الأهميّة يبدأ مع بدايات تكوّن الشخصيّة الأوّلي للطفل.
- تقديم التعليم القائم على الأساليب الحديثة في التعلّم والمناهج التدريسيّة المتقدّمة، ويكون التعليم ابتداءً باللغة من حيث القراءة والكتابة وهيَ أساس العلوم وركنها الأوّل، ويكون بعد ذلك تقديم المعلومات المُتراكمة أي ما يعتمد كلٌّ منها على ما يسبقه من معرفة، وبالتالي إنشاء جيل مُتعلّم وقادر على مجاراة العِلم من خلال وضعه على درجات السُلَّم الأكاديميّ.
- تقوية وتنمية شخصيّة الطالب من خلال إشراكه بالنشاطات المدرسيّة والإذاعة المدرسيّة، والتي تُنمّي لدى الطفل القُدرة على مواجهة الجمهور والخطابة أمام الآخرين، وكذلك الاشتراك في الاحتفالات والمهرجانات الثقافيّة التي تُنمّي محبّة الطالب للعلم وتُعطيه جوّاً من الأريحيّة نتيجة هذهِ النشاطات الواسعة والغير مقيّدة بالغرفة الصفيّة وحسب.
- إقامة الرحلات الترفيهيّة للأطفال تمنحهم مساحة من التغيير وترفّه عنهم.
- إشتراك الطلبة في مُسابقات تحفيظ القرآن وأوائل المُطالعين مثلاً يخلق جيلاً مؤمناً بربّه، وحافظاً لدينه، ومُثقّفاً واعياً لما يدور حوله من خلال ثقافته واطّلاعه.