العمل
يعتبر العمل واحداً من أهمّ الأنشطة الإنسانيّة على الإطلاق، فهو الوسيلة الرئيسيّة التي من خلالها تستمر الحياة، ويستمر الإنسان في تحقيق أحلامه وطموحاته.
طبيعة الأعمال تعتمد أساساً على رغبة الإنسان وتوجّهه، فبعض الأفراد يُفضّلون العمل الحرفي، والبعض يُفضّلون أن يعملوا كأكاديميين، والبعض الآخر منهم يفضّلون العمل كأطباء، والبعض كفنّانين، وهكذا؛ فالله تعالى عندما خلق الناس واستخلفهم في الأرض ووزّع بينهم المواهب بشكل يُلبّي احتياجاتهم كلها، ومن هنا فلا وجود لعمل أقل أهميّة من عمل آخر، وهذا يقودنا إلى أنّ كل الأعمال مهما كانت هي أعمال شريفة لا تعيب الإنسان؛ بل تشرّفه كونه يكسب رزقه ليكون حلالاً، وأنّ الناس كلهم هم عبارة عن خلايا في جسد كبير، لكلٍّ منهم وظيفة معيّنة وعمر محدد بمجرّد أن ينقضي سيموت الإنسان وعمله معاً.
فوائد العمل على الفرد
يعود العمل على الفرد والمجتمع بالعديد من الفوائد المختلفة التي لا يمكن لإنسان أن يستغني عنها، ولعلّ فائدته على الفرد ليس لها مثيل، ومن فوائده:
- وسيلة هامّة من وسائل توظيف قدرات الإنسان الكامنة التي يمتلكها في داخله؛ فالعمل بإمكانه توظيف هوايات ومهارات الإنسان ليستغلّها في خدمة البشريّة والناس.
- به يكسب الإنسان رزقه وقوته، ورزق وقوت من يعيلهم.
- يعطي الإنسان القدرة في الاعتماد على نفسه بدلاً من الاعتماد على الآخرين؛ فالعمل يعطي الإنسان الاستقلاليّة، ويبعد عنه شبح الاتكالية.
- يمكن به تحقيق المستحيل؛ فهو وسيلة الإنجاز والوصول إلى الشيء الجيّد المفيد النافع للبشرية كلها.
- يقوّي الشبكة الاجتماعيّة للأفراد، ويزيد من علاقاتهم الاجتماعية؛ فالإنسان بحاجة ماسة إلى مثل هذه العلاقات من أجل حياة احسن وأفضل وأجمل.
- يعطي الإنسان مهارات جديدة قادرة على انتشاله ممّا هو فيه من وضع مزرٍ سيء.
- يساعد الإنسان على تحديد هدفه في الحياة، وقد يُساء فهم هذه النقطة، فليس المقصود بالهدف من الحياة الهدف المادي؛ بل ربّما يكون الهدف معنوياً، كأن يعمل الإنسان في أعمال يستفيد هو منها ويفيد الآخرين بها، ويساعد من يحتاج إلى مساعدة من الناس.
- معرفة الله؛ فالعمل يعطي الإنسان القدرة على التأمّل والتفكّر والوصول إلى الله تعالى ونيل رضاه، خاصّةً إن كان الإنسان يحب العمل الّذي يقوم به، ولا يشعر أبداً أنّه ملزم عليه بطريقة أو بأخرى.
- يبعد عن الإنسان المرض والسقم؛ ففي العمل حركة، وفي الحركة بركة، ومن هنا فإنّ الإنسان يبعد عنه الأمراض الجسديّة، والاعتلالات النفسيّة كالاكتئاب الناتج عن الوحدة.
- يجد الإنسان من يُقيّمه، ويقيّم أعماله، وينقده نقداً إيجابياً قادراً على تحسين بعض السلبيّات التي توجد فيه.
- يجعل الإنسان قادراً على معرفة احتياجات الناس، وأشواقهم، وتطلّعاتهم، ومشاكلهم، ممّا يعطيه خبرةً حياتيّة وحكمة عالية، الأمر الّذي يرفع من قدره بين الناس.